عرفت الحركة الطلابية المغربية منذ تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى الآن تجاذبات عدة رسمت صورتَها في ميدان الفعل المجتمعي في كل مرحلة من مراحلها، غير أنها عرفت ولمراحل مختلفة انقسامات بين أطرافها ومكوناتها، قد تصل في بعض الأحيان حد التناقض والاصطدام، بشكل يقف أمامها عائقا عن القيام بأدوارها الحقيقية في التعبئة الشاملة للجسم الجامعي، إسهاما في تأهيله للانخراط في البناء، بعد ترسيخ الوعي بالمصير الجماعي المشترك لبَنات وأبناء هذا الوطن.
ولئن كان الاختلاف بين مكونات حركتنا الطلابية يزيدها غنى، ويبرز التنوع الذي تزخر به ساحات الجامعات، فهو لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يوظف في معترك التشويش على نبل وسمو مهام الحركة الطلابية، بقدر ما يجب توظيفه وفق مقتضيات التنافس الحر الشريف، بما يترجم واحدة من المهام التنظيمية الذاتية بمستوياتها المتعددة، وهذا لن يتحقق إن لم تضع كل المكونات في حسبانها الانخراط الجاد والمسؤول في منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الحاظية بإجماع كل الفرقاء في ساحة الجامعة وخارجها، وذات الرصيد والسبق في العمل والتنظيم والتأطير، رغم ما تعرضت له من مضايقات آخرها الزحف على المقر المركزي، وهو ما نعتبره قرارا جائرا يهدف النيل من رصيدها.
وإن كان أشاوس الحركة الطلابية أبلوا البلاء الحسن في لحظات زمنية دقيقة، فإننا اليوم نحسب أنفسنا استمرارا لتجربة رائدة تطورت عبر مراحل، حتى وصلت هذه اللحظة التي تفرض على الجميع مساءلة نفسه، وإعادة تقييم تجربته وتقويمها، ولا يستثنى من ذلك أي مكون من مكونات الجسم الطلابي والجامعي التي تحسب نفسها مرتبطة بهموم الجماهير وباحثة عن خلاصها من ويلات السياسات المفلسة للدولة في الجامعة.
وينبغي التأكيد على أن كل الأشكال والوسائل، والقوانين التنظيمية، إنما جعلت لتقوية ودعم الفعل المشترك، لذلك لا ينبغي أن تعرقل الهدف الذي يجب أن يتعبأ له الجميع. كما أن “أوطم” اليوم لا تحتاج من أحد أن يثبت قانونيتها وقوتها في كل مستويات الفعل الطلابي، إضافة إلى تصديها للسياسات التعليمية الفاشلة، بما يؤهلها لاحتضان كل المكونات الطلابية، خصوصا بعد الإجماع على نبذ العنف. ومن هذا المنطلق ومن موقع المسؤولية، وبروح صادقة، نطلق نداءً لجميع مكونات الحركة الطلابية بدون استثناء لتوحيد جهودها، وفتح باب الحوار البناء، ومد جسور التواصل الجاد باستحضار المصلحة العامة وتغليب المشترك خدمة لقضايا الطلاب والجامعة والمجتمع، في أفق عقد المؤتمر.