لم تجد باريس طريقة أخرى للتفاعل مع موضوع قرار قناة CNEWS منع فرحات مهني، رئيس الحركة من أجل تقرير المصير في اقليم القبائل، الراغبة في الانفصال عن الجزائر، من الظهور على شاشتها، إلا من خلال سفارتها في الرباط، من خلال نشر “تكذيب” تنفي من خلاله تدخل قصر الإليزي لمنع بث المقابلة التي سبق أن جرى الإعلان عنها سابقا.
تملك الجمهورية الفرنسية ثالث أكبر شبكة من السفارات والقنصليات في العالم بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لكنها ارتأت التعليق عبر بعثتها في الرباط على واقعة منع حوار تلفزيوني للمعارض الجزائري فرحات مهنّي الذي يقدم نفسه رئيسا لما يسمى “جمهورية القبايل” وهي قضية خارج حدود المغرب وتتعلق بالجزائر وفرنسا.
في الوقت الذي كان فيه فرحات مهني يحضر نفسه في قاعة الانتظار لانطلاق التصوير في نشرة الأخبار بقناة “CNEWS” جاء القرار المفاجئ بمنعه من الظهور ووقف البث بعد اتصال من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تربطه علاقة قوية بمالك القناة، وتقول المصادر إن النظام الجزائري هدد قصر الاليزي بإلغاء زيارة الوزيرة الأولى إليزابيث بورن للجزائر العاصمة إذا ما تم بث هذه المقابلة.
لكن الخارجية الفرنسية ستنشر تعليقا على الواقعة ليس من مكاتبها في باريس أو سفارتها في الجزائر بل من الرباط، تنفي من خلاله توجيه هذه القناة من الإليزي لمنع الحوار مع فرحات مهني.
وعن هذا البيان تساءل الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس اليوم الخميس في اللقاء الصحفي الأسبوعي، قائلا: أنا أتساءل هل يدخل هذا في إطار الأعراف الدبلوماسية ؟ وهل تقوم باقي السفارات الفرنسية بنفس الأمر ؟.
يسود الاعتقاد أن الخطوة الفرنسية ليست اجتهادا فرديا للسفير الفرنسي في الرباط وإنما قد تكون حركة جديدة من رئاسة الجمهورية لتحريك الراكد في العلاقات مع المغرب التي دخلت نفقا متجمدا لم يفصح أحد الطرفين حتى الآن عن أسبابه ودوافعه الحقيقية، فالبيان المنشور من الرباط يخص حادثة طرفها معارض جزائري وقناة فرنسية والمتهم قصر الاليزي، لذلك يشتبه في ما تخفيه نوايا باريس في تدبير هذه المرحلة المتأزمة مع المملكة.
ولم تكن وسائل الإعلام المغربية وحدها التي نشرت خبر منع فرحات مهني من الظهور عبر قناة CNEWS التابعة لمجموعة Bolloré، لأن إخباره بقرار المنع جرى توثيقه بالفيديو بالصوت والصورة، وظهر مقدم البرنامج إيفان ريفول وهو يخبره بالأمر مستغربا عدم التوصل به في وقت سابق، وبدا محرجا وهو يقول إنه لا يستطيع إعطاء أي تفسيرات حول القرار.
https://fb.watch/f_PT7eDDDQ/
ومن بين ما نُشر حول هذه الواقعة، جريدتنا ، والتي قالت إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وجه تحذيرا لسلطات باريس بخصوص بث المقابلة، مهددا بإلغاء زيارة الوزيرة الأولى الفرنسية، إليزابيث بورن، للجزائر العاصمة في حال ما تم السماح بها، وهو ما دفع الإليزي إلى الاتصال بمدير القناة من أجل إلغائها.