قليلون هم الأشخاص الذين يحملون أفكارا ثورية تطمح لتغيير محيطهم والعالم، المغرب من بين البلدان التي تزخر بمثل هؤلاء العباقرة، وفوزي النجاح واحد منهم. فكرته هي إبتكار سيارة هي الأول من نوعها في العالم، تقطع مسافة 800 كلمتر بعد شحنها لمدة ثلاث دقائق فقط ووقودها صديق البيئة وهو الهيدروجين الأخضر.
البدايات..
ولد فوزي النجاح في ضواحي باريس من أسرة مغربية بسيطة تنحدر من الراشدية بالجنوب الشرقي للمملكة، هو إبن مهاجر مغربي، إشتغل لأكثر من 35 سنة كعامل بسيط في مصنع رونو للسيارات بفرنسا وبدأ ولعه بالسيارات مند أن كان طفلا صغيرا.
اليوم وفي سن 30 سنة فرض فوزي النجاح نفسه في عالم صناعة السيارات وعمل على تحقيق فكرته على أرض الواقع و أنشأ علامة تجارية خاصة به تسمى (Nam – x )ويسعى النجاح إلى إدراج إفريقيا والمغرب في قلب مشروعه.
سيارة مميزة..
في يوم 11 ماي 2022 في تورينو الإيطالية، كشف رجل الأعمال الشاب عن نموذج أولي لمجموعة جديدة من السيارات في العرض الأول العالمي الذي حظي متابعة كبيرة. السيارة من نوع هيف كبيرة يبلغ طولها 4.90 مترا وعرضها متران وارتفاعها 1.60 مترا. ولديها 550 حصان. من مميزاتها أنها لاتتطلب وقتا للشحن، فبفضل الهيدروجين يستغرق وقت الشحن بين ثلاث وأربع دقائق لقطع مسافة 800 كيلومتر.
وفي تصريح لأحد المنابر الإعلامية أكد فوزي النجاح أن ” الهيدروجين الأخضر أحد الحلول لرفع تحديات الانتقال الطاقي، لاسيما في ما يتعلق بالتنقل” حيث أن ” سيارة تعمل بالهيدروجين هي سيارة ذات محرك كهربائي، ولكن الكهرباء فيها لا تأتي من بطارية، ولكن من خلية وقود، والتي تحول الهيدروجين إلى كهرباء. إذا كان الهيدروجين متاحا، فكل ما تبقى هو تخزينه في خزان بالسيارة، وتوصيله بخلية وقود لإنتاج الكهرباء.
أفريقيا والمغرب في قلب المشروع..
قال فوزي النجاح أن “المغرب ينخرط في رؤية مستقبلية بعيدة المدى، قائمة على خطة الهيدروجين الأخضر، مع أكثر من 8 ٪ من الناتج الداخلي الإجمالي السنوي الذي يتم استثماره في هذه الطاقة. بالنسبة لنا، بالطبع هذا شيء إيجابي للغاية والمغرب بلد مهم للغاية بالنسبة لنا”.
و أضاف النجاح أن “المغرب هو أيضا بلد توجه نحو صناعة السيارات، إذ نجد أن رونو وبي إس أ استقرتا فيه، وهذا بطبيعة الحال لعدة أسباب، منها توافر الخبرة والموهبة في البلد. كما أن هناك أيضا عوامل أخرى تشجع ذلك. ومن الواضح أنه بلد مهم وسنشرح قريبا كيف سيتم تطبيق نام إكس على المستوى المغربي”.
و خلص إلى أنه “سيتم الإعلان قريبا وبشكل رسمي عن مكان الإنتاج وكذا المتدخلين في عملية الإنتاج هاته وطريقة القيام بذلك، ولكن أيضا البلدان المختلفة المشاركة”مضيفا أنه “من الواضح أنه المشروع سيربط أوروبا وأفريقيا، وبشكل خاص المغرب وفيما يتعلق بالسوق، فإن اهتمامنا هو أن يكون لدينا صناعة تكنولوجية قوية في أفريقيا، مرتبطة بمستقبل التنقل”.