ماذا وراء الملف المشترك الثلاثي للمغرب وإسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030؟، سؤال بحثت صحيفة لوموند الفرنسية عن جوابه التائه والمتعرج في دهاليز السياسة بحسبها، ولم تجد في تحليلها، للخلفيات التقيدم المشترك، إلا ما رأت فيه أنه انعكاسا للتقارب المغربي الإسباني في الفترة الأخيرة خاصة ما أعقب التحولات السياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وأشار كاتب المقال الصادر عن لوموند، إلى أن هذا الترشيح المشترك يعود لأسباب دبلوماسية وجغرافية واستراتيجية تحددت بعد تحسن العلاقات بين الرباط ومدريد بشكل ملحوظ بسبب ما وصفته بـ” انحياز إسبانيا إلى موقف المغرب بخصوص ملف الصحراء” على حد ما جاء في المقال.
وذهب المقال، إلى التأكيد بأن المغرب يوظف الرياضية كجزء من الدبلوماسية السياسية، قائلة إن هذه الدبلوماشية دشنها الملك محمد السادس منذ عام 2010 ، حيث تم توقيع أكثر من اربعين اتفاقية شراكة مع اتحادات أفريقية.
وترى الصحيفة الفرنسية إن تسارع الخطوات المغربية تبتغي من ورائها المملكة تأكيد على وزنها في إفريقيا وتسعى أيضا إلى ضمان تصويت الاتحادات الإفريقية لملف الترشيح الثلاثي.
ويبدو أن باريس التي تقع في شباك أزمة صامتة مع المغرب، ترى بخشية المياه التي جرت بكثرة تحت جسر علاقات الرباط ومدريد، منذ إعلان الأخيرة دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون الذي لم تطأ قدماه المغرب منذ فترة ليست بالقصيرة، ما يزال ينتظر تأشير الرباط على زيارته التي كانت مبرمجة أكتوبر الفائت وأرجأت إلى حين تحييد الأزمة الدبلوماسية التي تعصف بعلاقات البلدين، وهو ما يبدو بعيدا ما دام “الإيليزيه” لم يظهر نواياه للرباط في دعم مغربية الصحراء، ما يتعرض مع التوجه المغربي الذي رسمه الملك محمد السادس بأن الرباط تضع معيار الصحراء أساس اختبار علاقتها مع شركائها الجدد والتقليدين.
ومعروف أن فرنسا هي الشريك التجاري الأول للمغرب، وتحتفظ لنفسها بمكانة مهمة داخل النسق السياسي والاقتصادي المغربي، ما يُفسر انزعاج باريس من التوجه المغربي الجديد في إعادة التموقع حسب الأولوية والمصلحة.
