جسر بريس من العاصمة المغربية
بعد طول مشاورات واجتماعات برعاية مغربية، توصل أعضاء اللجنة المشتركة الليبية (6+6) بمدينة بوزنيقة، إلى توافق بشأن القوانين المنظمة للانتخابات التشريعية والبرلمانية، الأربعاء 7 يونيو 2023.
في هذا الصدد، قال رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، إن “الإعلان المشترك يعبر عن ثقة الأطراف اللبيية بالمغرب وجهوده المبذولة للمساعدة في إحلال السلام والاستقرار في ليبيا”، مؤكدا أن “المغرب هو المؤهل لايجاد حل توافقي يمكن البناء عليه، حتى يتم التوصل إلى حل سلمي وشامل للأزمة التي تشهدها ليبيا وضع حد لحالة الانقسام هناك”.
وأضاف لزرق، في تصريح صحفي، أن “المغرب نجح فيما فشلت فيه برلين وموسكو وأبو ظبي والقاهرة وتونس والجزائر وباريس، في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الليبية المتصارعة”، مشيرا أن “الطرح المغربي يقوم على الحفاظ على اللحمة الوطنية لليبيين والوحدة الترابية وسيادة الدولة على جميع أراضيها، ورفض أي تصور أو مؤشر للتقسيم بدعوى البحث عن تهدئة الأوضاع، وفق ما سبق أن أكده العاهل المغربي محمد السادس”.
وأوضح المتحدث، أن “المقاربة المغربية تنظر للملف الليبي ليس قضية دبلوماسية ولا قضية تجاذبات سياسية، بل ملف يرتبط بمصير بلد مغاربي شقيق، والمغرب ليس له أجندة ولا مبادرة ولا مسار، ولم يقبل أبدًا أن يختار بين الليبيين، بل يعتبر دائمًا أن الليبيين أخوة وأبناء لذلك الوطن، ويتحلون كلهم بروح المسؤولية وبتغليب مصالح ليبيا، كما أنه لم يغير مواقفه بحسب التطورات على الأرض”.
وعن أهمية التوافق بين الفرقاء الليبيين على منظومة القوانين الانتخابية، أكد لزرق، أن هذا الأمر سيمكن من “حل مسألة الشرعية في ليبيا التي لا يمكن أن تتم إلا عن طريق انتخابات رئاسية وبرلمانية، سيختار من خلالها الشعب الليبي لمن سيمنح سلطة التدبير السياسي في الدولة الليبية”.
ومن جهته قال محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن مساعي المغرب الحميدة لإخراج ليبيا من مأزقها السياسي ليست وليدة اليوم.
وأشار الدكتور محمد زين الدين في تصريح صحفي، إلى أن مخرجات لجنة 6+6 أعاد الى الأذهان اتفاق الصخيرات الذي حقق نوعا من التوافقات السياسية بين الفرقاء الليبيين بشهادة الفاعلين الدوليين.
وأضاف زين الدين أن المملكة تعتبر أن حل مسألة الشرعية في ليبيا لا يمكن أن يتم إلا عن طريق انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة، مشدداً على أن ما توصل إليه الفرقاء بمدينة بوزنيقة من شأنه الدفع بمسلسل التسوية السياسية بهذا البلد الصديق.
وأوضح أن سر نجاح المفاوضات ببوزنيقة يرجع بالأساس إلى إدراك الدبلوماسية المغربية بحقائق الأمور، ونسجها لشبكة واسعة من العلاقات مع الليبيين، كما أكد الزين أن “جل الفرقاء في ليبيا يدركون بأن المغرب لا تحركه مصالح خاصة أو أطماع اقتصادية، بقدر ما تحركه المصلحة العامة وتحقيق الأمن والاستقرار، فأمن ليبيا من أمن المغرب”.
وخلص الزين إلى أن هناك توافق مطلق بأن المغرب أرض للحوار والسلام، كما أن باقي المبادرات والتدخلات من بعض الدول من بينها الجزائر باءت بالفشل مستحضرا محاولات النظام الجزائري لتوريط ليبيا في نزاعات مفتعلة.
كما أوضح المحلل السياسي، أن المغرب يشتغل على الملف الليبي من منظور واضح؛ يكمن في أن يجد أبناء هذا البلد الشقيق حلا لمشاكلهم في فضاء سليم للحوار، ولا يوظفه لأغراض سياسية.