تفاعل الرأي العام المغربي بشكل واسع مع قضية مصرع شابين مغربيين، الثلاثاء الماضي، خلال ممارستهما الرياضة المائية على متن “جيت سكي” بشاطئ السعيدية، بعدما أطلق خفر السواحل الجزائري النار عليهما إثر دخولهما المياه الجزائرية عن طريق الخطأ.
واجتاحت موجة غضب عارم منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب، إذ عبر نشطاء وفنانون ومشاهير عن استنكارهم للواقعة التي اعتبروها “جريمة شنيعة” في حق الإنسانية عامة، والمغرب خاصة، مبرزين أن المغرب لا طالما مد يد الصلح للدولة الجار، لكن ذلك يقابل كل مرة بأفعال عدائية.
وعم وسم “جريمة السعيدية” ووسم “الجزائر دولة إرهابية” منصات التواصل على نطاق واسع وتصدرا “الترند” على “إكس”، و المواقع الالكترونية الدولية.
وفي هذا السياق، تطرقت صحيفة “العرب” لجريمة حرس الحدود الجزائري النكراء، حيث كتبت في مقال لها تقول:”قتل خفر السواحل الجزائري لمغربيين دخلا المياه الإقليمية الجزائرية يعتبر ممارسة تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية التي تفرض على أي سلطة في مجال سيادتها الالتزام بمعايير معينة في التعامل مع حوادث التيه في المياه الإقليمية”.
بدورها، تطرقت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية للجريمة وكتبت قائلة:”حرس الحدود الجزائري يقتل سائحين مغربيين يحملان الجنسية الفرنسية”.
من جانبه، الإعلامي العراقي، سفيان السامرائي، أدان الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام العسكري الجزائري، مقدما تعازيه للمغاربة قيادة وشعبا.
السامرائي، وفي تغريدة على حسابه الشخصي على “التويتر”، كتب قائلا:”جريمة بشعه يرتكبها نظام الحكم اليساري الصفوي العسكراتي في الجزائر بحق شابين مغربيين كانا في قاربهما في خليج السعيدية يبحران ودخلا الخط الفاصل الحدودي بالخطاء فأطلق عليهم النار القناص الجزائري”.
وشن الكاتب المغربي، والباحث في العلوم السياسية، عبد الفتاح نعوم، هجوما لاذعا على نظام العسكر الجزائري، مستنكرا سلوكاته الجرمية لتصريف أزماته”.
وأضاف نعوم في تغريدة على “التويتر” قائلا:”تصرفات عسكر فرنسا الإفريقية هي تصرفات اليائس الذي غلقت في وجهه كل الأبواب، وأصبح عاجزا عن مواجهة مشاكله، ولا حل أمامه سوى إنتاج سلوكات جرمية لتصريف أزماته وإرهاب من يطالبونه بحقوق معينة، أو الانتحار السريع. وبالطبع هم لا يختلفون كثيرا في هذا عن أمهم الأوروبية”.
وعلى ذات المنوال، سار الناشط السياسي الجزائري، وليد كبير، وهاجم نظام الكابرانات، متهما إياه بمخالفة كل الأعراف والقوانين الدولية والانسانية، واصفا إياه بالنظام المجرم والخائن الذي يحكم بالدم.
كما اتهم وليد كبير نظام العسكر الجزائري في تغريدة له، بدفع المنطقة الى الحرب، مشددا على أنه على الأمم المتحدة التدخل عبر نشر قوات على الحدود بين الجزائر والمغرب لمنع حدوث مثل هذه الجرائم المتعمدة من طرفه.
وقال وليد كبير أن حراسة الحدود لا تكون باللجوء إلى تصرفات الجبناء، لاسيما وأن السياح الشباب لم يكونوا حاملين سلاح حتى يتم اطلاق النار عليهم.
وختم تغريدته بالقول:”هذا عدوان واجرام لا يمكن السكوت عليه”.
وألقت السلطات الجزائرية القبض على شاب ثالث كان رفقة الشابين الهالكين على متن درجات “جيت سكي”، تعرض لإصابة يجهل مدى خطورتها، وحكم عليه فورا بـ 18 شهرا حبسا نافذا، وفق ما أفاد به شقيق الهالك بلال قيسي في تصريحاته بعد نجاته.
