جسر بريس من الرباط
فالرجل له تاريخ دموي فظيع خلال العشرية السوداء التي أعدم خلالها آلاف الجزائريين دون موجب حق، و أشرف خلاله بيديه على تصفية العديد من النشطاء الجزائريين دون رحمة في مشاهد متوحشة و غير إنسانية وصفها الضباط الذين عملوا تحت إمرته، و في مقدمتهم “الحبيب سويدية” صاحب كتاب “الحرب القذرة”، الذي يؤرخ لتلك الحقبة الرهيبة إذ يصف فيها الكاتب رئيسه الجنرال “عبد العزيز مجاهد” بالقول: أنه كان مريضا بالقتل و كان يعترف لهم أنه معجب بالكولونيل الفرنسي “أنطوان أرغو” الذي قاد مجازر في الجزائر و كان يقطع رؤوس المعتقلين و يرمي الجثث على قارعة الطريق و له مقولة شهيرة (أن قطع رأس عربي واحد و تركه على قارعة الطريق هو أمر أكثر فاعلية من قتل عشرة في الخفاء).
تعيين “تبون” لهذا السفاح حسب المتتبعين الأجانب و خبراء الشأن الجزائري هو رسالة مكتوبة بدماء الجزائريين شهداء تلك الحقبة، لأن النظام الجزائري كان مطالبا بفتح ملفات تلك الانتهاكات و تقديم الجنرالات “نزار” و “مجاهد” و “شنقريحة” و غيرهم، ممن هندسوا للاغتيالات خلال تلك الحقبة و تقديمهم للعدالة قبل المرور إلى الجمهورية الثانية، و لكن لأن الجزائر بلاد استثنائية يحاكم فيها المظلوم و يجازى الظالم بأعلى المراتب، فقد تمت ترقية الجنرال المتقاعد إلى مستوى مستشار أمني و عسكري ليصبح الحراك و رموزه أمام تهديد أمني حقيقي و تمديد مرحلة عيش الجمهورية “البوتفليقية”، و إدخال لاعب جديد إلى الساحة السياسية لقصر المرادية يتقن الخشونة أمام معترك الوطنية الجزائرية، فهل يُدخل الجنرال “عبد العزيز مجاهد” جزائر الثورة في نفق عشرية جديدة لا ندري لها لونا ؟