في قرار سيكون له ما بعده، وفي تصرح جديد يقطع بفقدان فرنسا لأحد أهم حلفائها ومعاقلها في إفريقيا.. قرر ماكرون “الناكر” قطع علاقاته العسكرية مع النيجر وسحب سفيره من العاصمة نيامي.
القرار لم تتخذه الدبلوماسية الفرنسية من خلال القنوات الكلاسيكية (وزارة الخارجية) وإنما من خلال خرجة إعلامية للرئيس إيمانويل ماكرون.. وهو ما يؤكد على حالة التخبط التي تعيشها فرنسا الماكرونية.
وقبل إعلان هذا القرار، منع النظام العسكري الحاكم في النيجر “الطائرات الفرنسية” من عبور المجال الجوي للبلاد، بحسب رسالة إلى الطواقم الجوية نشرت الأحد على موقع وكالة الأمن والملاحة الجوية في إفريقيا.
وأوردت الرسالة التي صدرت مساء السبت أن المجال الجوي للنيجر “مفتوح أمام جميع الرحلات التجارية الوطنية والدولية باستثناء الطائرات الفرنسية أو الطائرات التي تستأجرها فرنسا، وبينها تلك العائدة الى أسطول إير فرانس (شركة الخطوط الجوية الفرنسية)”.
وتابعت الرسالة أن المجال الجوي يبقى مغلقا “أمام كل الرحلات العسكرية العملانية والرحلات الخاصة” باستثناء تلك الحاصلة على ترخيص خاص من السلطات.
وأكدت فرنسا مرات عدة دعمها لإكواس فيما وصلت العلاقات بين باريس ونيامي إلى أدنى مستوى لها، بعد الانقلاب.
ويبدو أننا نعيش تحولات جيوستراتيجية مهمة في المنطقة.. وذلك بسبب السياسات النيوكولونيالية لفرنسا والتي دفعت جيوش العديد من الأنظمة إلى الانقلاب على الحكومات الموالية لباريس.. في أفق ترتيب سياسات سيادية تعلن طلاقها مع التبعية الفرنسية وتمهد لدول إفريقيا ذات سيادة حقيقية على قرارها السياسي.