للتفاؤل بالخيرات تحضر خبزة المحراث ، وتوزع فوق المحراث باش يكون العام زين .
مع هطول الأمطار وبداية فصل الشتاء ، تعود إلى الحياة تقاليد وعادات فلاحية خاصة بهذا الفصل ، وتراكمت في ذاكرة الأجيال خاصة في البوادي والقرى والأرياف .
وإذا كانت البوادي المغربية قد فقدت الكثير من عاداتها ، فإن البعض منها، ما زال مستمرا بالمحافظة على تلك العادات حتى يومنا هذا ، لا سيما في منطقة الشاوية المغربية ، ومناطق اخرى كذلك لا تزال ملتزمة بعاداتها المتوارثة وبالأعراف المتداولة والتي يتميز بها فصل الحرث.
ومن ضمن هذه العادات ” خبزة المحراث،” و التي كانت ضرورية وأساسية في بداية كل عملية حرث ، وهي خبزة كبيرة تصنعها السيدات من خليط من دقيق القمح والشعير والذرة ، أو كل ما توفر لديهن في البيت من دقيق الحبوب ، و تخبز و تطهى في الفرن التقليدي أو في الفراح ، ويتم تهيئها قبل بداية يوم الحرث وتقسيمها إلى عدة كسور ( جمع كسرة ) فوق المحراث، و توزع على الحاضرين و المارين وعابري السبيل ، وخاصة الاطفال الصغار، وتقام الأدعية و التبريكات برفع الأكف طلبا للغيث والقطرات والتوجه بالدعاء إلى الله عز وجل طالبين الرحمة و مبتهلين منه العون والمساعدة، وأن تهطل الأمطار ليكون الموسم الفلاحي مثمرا والصابة وفيرة ..
بقلم الشاف المرحوم ذ. الهواري الحسين