الفهرية لمزوري / جسر بريس
يقال ان الفن السابع هو مرآة الشعوب، والسينما عموما تنطلق من واقع ما لتبني قصصا وحكايات منطوقة ومرئية هدفها تثقيف المشاهد بمضمون ما بجمالية الصوت والصورة وحبكة التمثيل والألوان والموسيقى انها فنون عديدة تجتمع في عمل واحد سواء كان فيلما للتسلية، تجاريا او ثقافيا بعد ركود دام لثلاث سنوات كما هو حال كثير من القطاعات، عرف المجال السينمائي جمودا وتوقفا للانتاجات بسبب جائحة كوفيد، حيث كان العمل جد صعب اثناء الجائحة وذلك بضرورة تقليل عدد وتقيد طاقم العمل باجراءات السلامة، وبعد مرور الأسوء من السنين ظهرت بوادر الشفاء بظهور المهرجانات ولتقريبنا اكثر مما يعيشه الفن السابع ببلادنا نحاور السيدة فضيلة العلوي المدغري منتجة في مجال السمعي البصري.
ماهو تقيمكم للإنتاجات الوطنية؟ وكم ينتج المغرب سنويا من أفلام سينمائية؟
• اولا وقبل كل شيء بالنسبة لتقييمي لسينما الوطنية الحمد لله هي في تطور دائم بفضل الدعم المركز السينمائي المغربي، ففي كل سنة يمد الدعم للمخرجين والمنتجين لإنتاج أفلامهم . فقد استطاعت السنيما المغربية فرض وجودها وطنيا وحتى دوليا والحمد لله السينما المغربية كانت معروفة في العالم وزادت اكثر. وجودتها تطورت كثيرا من حيث الإنتاج وأصبحنا نرى الآن سيناريست شباب لهم مؤهلات في الكتابة، ويكتبون عن مواضيع مهمة جدا، وكذلك وجود شباب مؤهل في الديكور وغيرها من تقنيات العمل السينمائي حقيقة الأفلام المغربية اصبحت تنافس الأفلام الأوروبية اما في ما يخص العدد فهو كبير جدا سواء الأفلام الطويلة والقصيرة وهذا ايضا بفضل المهرجانات التي تقام سنويا في جميع المدن المغربية صراحة انا متفائلة جدا بالانتاجات المغربية لانها وصلت للعالمية بفضل الله اولا وبفضل المخرجين الذين يتممون تكوينهم خارج البلد وحتى منذ بداية السينما مع المخرج الكبير عبد الرحمن التازي وقبله كانت الكفاءة عالية وانا فرحة بما وصلت اليه السينما المغربية.
هذا النجاح الذي وصلت اليه هل استطاعت ان تفرض سيطرتها على الساحة الوطنية امام المنافسة الأجنبية ؟
• طبعا هناك إقبال كبير على الأفلام المغربية داخل المجتمع المغربي في القاعات السينمائية وهي اصبحت تعادل الأفلام الأجنبية، فالإنتاجات الوطنية في تقدم ملموس لانه عندنا ممثلين ومخرجين ومنتجين من مستوى عال وانا متواجدة حاليا في مهرجان طنجة ارى أفلام مغربية الحمد لله استطاعت ان تصل الى مستوى راق جدا من حيث الصوت والصورة والإخراج والموسيقى …وغيرها من مكونات العمل السينمائي.
مادمتم متواجدين بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة وتشهدون بتطور والنجاح الكبير للفيلم المغربي . لماذا لا يوجد تسويق لهذه الإنتاجات بالسوق العربية او الأفريقية او الغربية مثلا ؟؟
• حقيقة، الحمد لله لا تنسي انه بعد رحلة ركود دامت ثلاث سنوات. كان هناك شبه توقف للمهرجانات للإنتاج والتسويق. والمهرجانات هي من تخول للفيلم ان يعرف عالميا نهيك على مواقع التواصل الاجتماعي لانها اصبحت وسيلة سريعة لتداول الأخبار العالمية والوطنية حقيقة ارى ان التسويق في المغرب لم يأخذ حقه ولكن هذا لا يمنع من ان الناس في مصر ودول عربية اخرى تشاهد الأفلام المغربية ولله الحمد انها اصبحت تنافس الأفلام الأوروبية نوعا ما في الجودة حيث نرى تقدم ملموس جدا وهذا ان دل فإنما يدل على ان المغرب في تقدم سواءا اقتصاديا سياسيا او سينمائيا.
هل المرصد المغربي للسينما له رؤية او مخطط لإنعاش اقتصاد السينما او ما يسمى بالسينما التجارية لتشجيع الشباب على الإبداع وخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة في القطاع ؟
• طبعا هناك رؤية تجارية لان المركز السينمائي المغربي يدعم المنتجين لإنتاج أفلامهم ويشجع الشباب على الإبداع والملاحظ هذه السنة ان مهرجان طنجة ألغى التصفيات الأولية فكان للجميع فرصة عرض فيلمه للجمهور الطنجي والمغربي وعندما نرى الأفلام كلها بدون إقصائها من الاول هذا في حد ذاته يشجع الشباب على العمل لانه هناك طاقم تقني يشتغل في الفيلم مما قد يفتح باب شغل مؤقت للعاطلين عن العمل، فوزارة الثقافة وكذلك المركز السينمائي المغربي لديهم توجه ورؤية لنهج اقتصادي من اجل إعطاء فرص عمل اوفر للشباب.
لماذا اصبحت السينما المغربية تعتمد على لقطات يراها الشارع المغربي مخلة بالحياء ولا تتماشى مع قيم المجتمع المحافظ ؟
• المغاربة ليسوا معتادين على رؤية لقطات كهذه وأي تصرف ما في السينما هو في نظر العامة تشجيع على الفساد لان المغاربة غير معتادين على رؤية هذه اللقطات في التلفاز لأن السينما المغربية منذ بدايتها لم تكن لتمرر اللقطات كهذه. وحتى الإنتاج احيانا لا يكون موجها للمغاربة، وربما المخرج او المنتج يريد بيع ذلك الفيلم لنتفليكس او الغرب بمعنى اصح تسويقه للغرب وليس محليا، ومثال على ذلك الفيلم الاخير جرادة مالحة لقطة إدريس الروخ التي اثيرت حولها ضجة فالفيلم موجه بالأساس لنتفليكس لا يوجد محاسبة لانه عموما هذا يسمى فن وحتى ان رأينا اثنان يقومان بعمل ما ليس دائما حقيقي فقد يكون مفبركا وخصوصا بالمغرب، اجل هناك مراقبة فالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري او ما يطلق عليها بالهاكا تعتبر المحكمة الشرعية والمراقب لكل ما يعرض في القنوات التلفزية او الإذاعات ولكل ما هو معروض ليتماشى مع الذوق والأخلاق العامة ولإعطاء الدعم للأعمال التلفزية هناك شروط وجب الالتزام بها منها احترام الذوق العام للمشاهد ونحن نعلم ان المغرب بلد محافظ لا يمكن للمشاهد رؤية أفلام فيها لقطات مع عائلته.
لماذا لا يوجد إنتاجات سينمائية تربوية تعليمية تستهدف الناشئة لتغيير سلوكيات لا اخلاقية للمجتمع ؟ وهل هذا تقصير من المخرجين والمنتجين في هذا الباب؟
• هناك طبعا وقد رأيت فيلم جميل وهادف توعوي بامتياز كان الفيلم تدور احداثه عن خطر المخدرات وما قد ينتج عنها من مشاكل نفسية أسرية واجتماعية لكن حقيقة الجانب الذي ذكرتِ هو حقا قليل جدا وغير موجود، جهة اخرى فان المنتجين والمخرجين يرون ان هذا النوع من الإنتاجات السينمائية او الدرامية لا تتماشى مع ما يطلبه الجمهور ففي الاخير معظم المخرجين والمنتجين يقولون (الجمهور عاوز كدا) لانه لو عبَّر معظم الشباب عن رغبتهم في أفلام تربوية وتوعوية وكانت طلبات العروض مفتوحة لهكذا إنتاجات اكيد ان المنتجين والمخرجين سيلبون الطلبات وفي كل الأحوال فان المنتجين والمخرجين يرون ان الجمهور يطالب بأفلام الحركة والتشويق والإثارة وغيرها من الأفلام اما الأفلام التربوية والتوعوية فلها فضائيات متخصصة كالقناة الثقافية مثلا لانه تعتمد على طلبات العروض المفتوحة لإنتاج أفلام من هذا النوع.
ماهو الجديد الذي حمله مهرجان طنجة؟ وهل ظهور التكنولوجيا الحديثة كالهواتف الذكية وغيرها ساهمت على هجر الجمهور لدور السينما ؟
• ماجاء به مهرجان طنجة الوطني للفيلم كان جميلا جدا حيث رأينا إنتاجات وطنية رائعة كفيلم للمخرج إدريس المريني، وكذلك فيلم رائع صراحة كان يستحق الجائزة الكبرى فيلم ميكا لإسماعيل فاروخي وهو فيلم جد رائع وكان هناك ايضا فيلم لفاطمة المرنيسي لعبد الرحمن التازي حيث أخذنا بالفيلم في نوستالجيا جميلة لحياة فاطمة المرنيسي النضالية كان هناك تقريبا 70 فيلم بين الفيلم القصير والفيلم الطويل، صراحة هناك أفلام تستحق المشاهدة وسيتم عرضها في القاعات السينمائية كما هو حال الفيلم المعروض حاليا لعبد الرحمن التازي، فقط وجب على المسؤولين فتح قاعات السينما امام الإنتاجات الوطنية عوض في كل مرة يتم اغلاق واحدة من القاعات. مازال هناك عشاق السينما من يحبون الذهاب لرؤية الأفلام على الشاشات الكبيرة لكن ارتفاع ثمن التذكرة لا يشجع الناس على الذهاب لدور العرض السينمائي، كما ظهور وسائل التكنولوجيا الحديثة اصبحت تساهم في تقاعس الناس للذهاب للقاعات السينمائية لمشاهدة الفيلم وثقافة الذهاب للسينما بدات تتراجع بسبب انعدام التسويق لنأخذ مثال الدول الأوروبية عندهم شركات متخصصة لتسويق الأفلام فنشاهد مقتطفات منه وأيام عرضه واين عبر القنوات التلفزية. خصوصا في هذا الجانب وجب إعطاء حق للقنوات التلفزية عمل تسويق للفيلم المغربي كما الحال في دول اخرى وكذلك بالنسبة للمسرح فالجانب التسويقي يمكن القول انه شبه منعدم. كيف للجمهور العلم بوجود إنتاجات سينمائية جديدة اذا لم يكن هناك تسويق. لذلك وجب على القنوات العمومية والإذاعات دعم انتاجات الشباب بالتسويق لها عبر منابرهم الإعلامية وعلى وزارة الثقافة فتح القاعات السينمائية . فعمل اشهار للفيلم مكلف ويحتاج ميزانية كبيرة وهذا يعجز المنتجين والمخرجين على تسويق أفلامهم داخليا قبل الخارج، اذ لا يوجد اشهار لا يوجد تسويق.
ما دور المهرجانات وهل هناك اختلاف فيما بينها؟
• ان المهرجانات تعتبر باب من أبواب الجذب السياحي للمدينة وبفضلها يكون الرواج التجاري والانتعاش السياحي وتوافد الأجانب نحو المدينة التي تنظم المهرجان .
ومثال على ذلك المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حيث يتوافد العديد من الأجانب اليها لمجرد رؤية الأفلام.
و يختلف كل مهرجان عن اخر ، فمثلا مهرجان طنجة مخصص للفيلم الوطني فقط لا وجود لأفلام اجنبية هناك مهرجان الداخلة للفيلم كان ضيف شرفه سابقا الإمارات اما حاليا فهي افريقيا ومهرجان اسا زاك للفيلم الصحراوي هناك ايضا مهرجان وجدة للرئيس خالد سلي وهو من بين افضل المهرجانات التي تنظم بالمغرب، مهرجان مغاربي مخصص لأفلام المغرب الكبير ويستضيف دول كتونس الجزائر وليبيا وموريتانيا وكذلك البلد المنظم المغرب يكون فيه تنوع الأفلام بتنوع ثقافة البلد ضف على ذلك مهرجان خريبكة للفيلم الوثائقي للرئيس الحبيب نصري وهو ايضا مهرجان رائع.
جدير بالذكر ان ما بين الامس واليوم هناك تطور ملحوظ في جودة الأفلام التي اصبحت تنافس الأفلام الأمريكية والبريطانية وكذلك الأفلام المصرية مثل افلام إبراهيم الشكيري فهي تعتبر افلام عالمية واختيار فيلم نورالدين عيوش وزوجته مريم توازني للمشاركة فالاوسكار هذا يؤكد ان السينما المغربية في طريقها الصحيح انا عندي امل كبير ان الخير سياتي مستقبلا، لان هناك طاقات شابة واعدة ومؤهلة فنيا ثقافيا وسينمائيا وكذلك وزير الشباب و الثقافة و التواصل محمد المهدي بنسعيد لديه تطلعات بالنهوض بالمجال السينمائي ويريد العمل من اجل تقدمه وتطويره.