إمكانيات ومؤهلات واعدة يتمتع بها المشروع الذي تعمل عليه المملكة المتحدة مع المغرب، من خلال خطة بقيمة مالية تبلغ 18 مليار جنيه إسترليني (20 مليار دولار)، والمتعلق ببناء ألواح شمسية ضخمة و”مزارع رياح” في أقاليم الصحراء المغربية، في أفق تزويد أكثر من سبعة ملايين منزل بريطاني بالطاقات النظيفة بحلول عام 2030.
وأبرز مقال تحليلي نشره موقع “Arabian Gulf Business Insight” المزايا التنافسية لهذا المشروع بين الرباط ولندن، من خلال توفيره الطاقة الكهربائية بحوالي “نصف المعدل الذي تنتجه محطات الطاقة النووية”؛ لافتا إلى سياقه الحساس مع “وقوع العالم في قبضة أزمة طاقية خانقة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية”.
وأفاد المصدر ذاته بأن مشروع “Xlinks” الضخم قد مُنح الإذن بتركيب ما يقرب من 12 مليون لوحة شمسية و530 “توربينات” رياح على مساحة 370 أميال مربعة من الصحراء في جهة كلميم- واد نون ضمن الأقاليم الجنوبية للمملكة قبل أن يتم نقل الطاقة؛ إذ من المتوقع أن يتم تزويد المملكة المتحدة عبر “أطول كابل كهرباء تحت البحر في العالم”.
ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع عام 2029، على أن تبدأ المرحلة الثانية عامين بعد ذلك، أي عام 2031.
في هذا الصدد، خرج سيمون موريش، المدير التنفيذي لشركة “Xlinks” البريطانية المشرفة على المشروع، بإفادات إلى المنبر الإعلامي سالف الذكر، موضحا بعض تفاصيله بالقول: “لقد حصلنا على ضمانات تتعلق بالوعاء العقاري للمشروع في المغرب، وأجرينا دراسات بيئية ودراسات أثر، كما تم منحنا رخصة تصدير”، منوها بـ”مجهودات والتزام الحكومة المغربية المتميز في هذا المشروع”.
وتابع موريش شارحا: “بدأنا حملة القياس في مارس من هذا العام، كما نتوفر على 15 جهازا لقياس بيانات الأرصاد الجوية”.
“وفي ما يتعلق بطريق الكابل، أجرينا دراستيْن من طرف مكاتب دراسات متخصصة، قبل أن يتم في غشت الأخير بدء أعمال المسح تحت سطح البحر”، يوضح المدير العام للشركة البريطانية، قبل أن يؤكد أن “سُفنا خاصة تجري المسوحات الكاملة الجيوتقنية والجيوفيزيائية في أعماق البحر”.
وأكد موريش، ضمن تصريحاته، أن الشركة قامت بـ”تأمين عمليتيْ ربط للشبكة مع الشبكة الوطنية؛ كل منهما بقدرة 1.8 جيغاواط”، مشيرا إلى أن “طريق الكابل البري إلى المملكة المتحدة تم تشغيله وإتمامه بنسبة 90 بالمائة تقريبا، كما أن الوعاء العقاري المخصص لمحطة التحويل متوفر”.
وفي المجمل، خلص مسؤول الشركة البريطانية إلى أن “خطط المشروع في مرحلة متقدمة”، وزاد: “كما نهدف إلى إكمال التمويلات بحلول الربع الأول من عام 2024″، معددا آفاقا واعدة أمام المشروع بالقول: “إن بناء مصنع البطاريات بالمغرب بقدرة إنتاج 5 جيغاواط سيبدأ عام 2027 ويمتد لمدة خمس سنوات حتى الانتهاء من المشروع عام 2031”.
وحسب آخر المعطيات المتوفرة عن المشروع، من المرتقب أن تولّد شركة “إكس لينكس” عند انتهائه ما مجموعه 3.6 جيغاواط من الطاقة الكهربائية الأساسية المخزّنة في مصنع بطاريات تبلغ قدرته 5 جيغاواط في المغرب؛ في حين سيتم نقل الطاقة إلى المملكة المتحدة عبر كابل من نوعية “HVDC” بطول 3800 كيلومتر يعبُر مياه المحيط الأطلسي.
كما أن الكابل البحري سيصل إلى الشاطئ في شمال “ديفون” ببريطانيا، قبل أن يتم إدخاله في شبكة الكهرباء البريطانية، حيث سيوفر ما يقدر بـ8 في المائة من احتياجات الكهرباء في المملكة المتحدة باستخدام طاقة متجددة نظيفة. ويواجه موقع مشروع Xlinks 3500 ساعة من أشعة الشمس سنويا في المغرب، مقارنة بـ 1500 ساعة سنوية في المملكة المتحدة.
وفي سياق متصل، أورد المقال التحليلي إفادة البروفيسور مايكل تانشوم، الباحث غير المقيم في برنامج الاقتصاد والطاقة التابع لمعهد الشرق الأوسط، عن المشروع ذاته، مبرزا أنه “يمكن للربط البحري أن يعمل على توفير 8% من الطلب على الكهرباء في بريطانيا”، وزاد: “إذا نجح المشروع فسوف يغير قواعد اللعبة بالنسبة لصادرات الطاقة المتجددة”؛ قبل أن يلفت إلى أن “نجاح مشروع Xlinks سيؤدي إلى فتح المزيد من الفرص للبلدان في شمال إفريقيا وخارجها”.
المغرب الثالث عربياً في الطاقات المتجددة
وفقا لأحدث تقرير صادر عن “Global Energy Monitor”، يعد المغرب موطنا لثالث أكبر قدرة إنتاج للطاقة المتجددة في المنطقة العربية، مع 1.9 جيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتضع القدرة الحالية للمملكة المغربية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مرتبة تأتي مباشرة بعد مصر، التي تتصدر التصنيفات الإقليمية بقدرة مركّبة تبلغ 3.5 جيغاوات، والإمارات العربية المتحدة، التي تبلغ طاقتها 2.6 جيغاواط.
كما يتوقع أن ينتج المغرب 14.4 جيغاواط إضافية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مدى السنوات الخمس المقبلة، أي ستة أضعاف قدرة مشاريع الغاز المحتملة، حسب معطيات التقرير ذاته الذي أشار إلى أن توقعات الطاقة المتجددة الإضافية “تجعل المغرب الدولة العربية التي لديها ثاني أكبر تطور في قدرة إنتاج عبر استخدام الطاقات الشمسية والريحية”.