نبيل هرباز
ماتت معظم أجيالنا من المغاربة التي شهدت استقلال سكان الغابة المجاورة، السكان الذين عصوا حتى خالقهم سبحانه، لما تجرؤوا عليه وأشركوا به في قسمهم : نازلات وماحقات لا تنفعهم شيئا، قلت بعد الجيل الأول .. تعاقبت على المغرب أجيال أخرى منها من قضى نحبه، ومنها من لا زال ينتظر…لكن كلهم دون استثناء، عاشوا وهم يسمعون في بلاد الغرائب الغابة المجاورة، هتافات تردد كلمتين إثنتين لهما وقع المخدر على الإنسان الجزائري الهائم على وجهه…والذي جعله نظامه يدمن على تعاطي ، جرعاتها بانتظام ،ليغيبوه عن وعيه ، ويفعلون به الأفاعيل، …..
الكلمة الأولى : الجزائر بلاد الشهداء،
تردد كثيرا هذه الكلمة هي الاخرى على مسامع الجزائري لتبنيجه ، ودفعه ليقدس حد العبودية …أرواحا جزائرية غادرت عالمنا، أرواحا أصبح أمرها بين يدي خالقها…..، والكل يعرف أنه لم يبقى لها من أجر ما قدمت وما أخرت عدا أجرها عند الله وحده، لكن الشعب صاحب الأصابع الزرقاء لا زال يصدق ما يوحي له به ناهبوه ..، وبأنه لازال مدين للشهداء بنصيب ضخم من مال ومتاع الدنيا، حقهم نظير تضحياتهم و استشهادهم في سبيل الوطن، مال يجب أن يقتطع من ميزانيات أموال البترول والغاز الكثيرة، لينهب باسم الشهداء دون رقيب او حسيب، بدعوى أنه يدفع لورثتهم الشرعيين، ولا نقصد من طبيعة الحال بكلمة الورثة الشرعيين، أبنائهم البيولوجيين، لا ما عاذ الله .. ولكن نقصد من نصبوا أنفسهم أبنائهم وورثتهم في الثورة المزعومة، ليرثوا باسمهم الثروة المنهوبة ، وليأكلوا ثمن استشهادهم …نقصد هنا حكام البلاد، أصحاب القلوب والأحذية الشديدة السواد، …الذين أفهموا الشعب خطأ، أن المدني في تراتبية حكم الدولة أدنى درجة وأقل شأنا من العسكري ..وأن دور العسكري أن يحكم، ودور المدني أن ينفذ الأوامر … وإلا يعاقب إن هو أخل بفروض السمع والطاعة، أو لم ينضبط حتى وهو مدني انضباطا عسكريا، ويلتزم بالإ حترام الواجب للقادة ….،
خلاصة القول ..من كثرة ما شوه الجزائريون كلمة شهداء باستعمالها في غير محلها ….أصبحنا نحن المغاربة نحلل الكلمة لنعرف معناها عندهم ، فقسمناها نصفين … نصفها الأول أعطانا كلمة شوهة..يعني فضيحة. ونصفها الثاني أعطانا كلمة ..داء.. اي مرض …
والآن نذهب لنبحث عن معنى الكلمة التانية عند الجيران
النيف الجزائري:
تضحكنا أيضا هذه الكلمة التي نسمع صداها يتردد بكثرة في الغابة المظلمة عمدا، لكي لا يرى العالم ما يحاك داخلها، نسمع هذه الكلمة ونحن نطل عليها للتسلي من فوق السطح الشرقي لمغربنا الحبيب … نسمع: النيف الجزائري …النيف الجزائري …النيف الجزائري ..
كلمة شائعة ورائجة هناك ..، استفسرنا عن معناها، قيل لنا أنها تعني :
(الكبرياء الجزائري) …ولما بحثنا عن الكبرياء بالجزائر ، لم نجد له أي أثر يذكر ، …ولا ندري كيف استطاع عسكر الجزائر أن يوهم شعبه بأنه يملك شيئا لا يوجد عنده في الواقع ، …ومن العجب العجاب أن المسكين صدقه ،…حتى وهو يرى أصحاب “البرودكانات” يدوسون كرامته …يقررون مكانه …يلغون انتخاباته التي اختار فيها من يحكمه …. حتى وهو يرى جماجم شهدائه ..مهملة مرمية، فوق رفوف متاحف فرنسا، تخصص لتسلية و فرجة الزائرين…جماجم تصرخ من وسط متحف باريس بأعلى صوتها …وا جزائيراه…واتبوناه …وتستنجد بهم ليهبوا …لاسترجاع كرامتها … وليسارعوا لإكرامها بدفنها …لكن ما من مجيب…هذا فقط غيض من فيض، ومثال واحد من الأمثلة الكثيرة التي تثبت أن النيف الجزائري ماهو إلا ضرب من ضروب الخيال العلمي… لا وجود له بالجزائر في الواقع، ..وحتى إن بحثت عنه لن تجده ، عدا إذا وجدت المعتوه مصطفى بونيف وظننت أنه يملك نيفا جزائريا، رغم أننا نعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه .. ، إذا خلاصة القول لا وجود للنيف الجزائري في الواقع .. وبين الشوهة…الداء والنيف ، عفانا الله وإياكم منهما …