صادقت حكومة روسيا الاتحادية، اليوم الأربعاء، على اتفاقية تعاون موقعة بين موسكو والرباط، تتعلق باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وبحسب وكالة الأنباء الروسية “تاس”، فإن الأمر الذي وقعه رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، يضفي الطابع الرسمي على مسودة الاتفاقية التي سبق توقيعها بين المغرب وروسيا، الذي تم تقديمه من طرف شركة “روساتوم” الروسية الحكومية.
وتنص الاتفاقية على التعاون بين البلدين في 14 مجالا على الأقل، حيث سيتعين على روسيا مساعدة المغرب في إنشاء وتحسين البنية التحتية للطاقة النووية، وتصميم وبناء المفاعلات النووية، بالإضافة إلى محطات تحلية المياه ومسرعات الجسيمات الأولية. كما ستقوم روسيا بتقديم خدماتها وخبراتها في دورة الوقود النووي المستهلك والمشع، وإدارة النفايات.
كما تنص الاتفاقية على أن روسيا ستساعد المغرب في التنقيب عن رواسب اليورانيوم وتطويرها ودراسة قاعدة الموارد المعدنية في البلاد، وتدريب العاملين في محطات الطاقة النووية، وكذا تدريب العاملين المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية.
ويذكر أن رئيس الحكومة الروسي، دميتري ميدفيديف، ورئيس الحكومة المغربي السابق، سعد الدين العثماني كانا قد ترأس جلسة عمل موسعة، تم في نهايتها التوقيع على 11 اتفاقا للتعاون تهم مجالات التعاون الجمركي والفلاحي والعسكري والدبلوماسي والإداري والتجاري والثقافي والنجاعة الطاقية والطاقات المتجددة والاستعمال السلمي للطاقة النووية.
وجاء التوقيع على هذه الاتفاقيات بعد عام تقريبا من زيارة الملك محمد السادس لروسيا حيث تم استقباله من طرف فلاديمير بوتين.
مشروع نووي في طور الإعداد
وأعلنت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، في يونيو الماضي، أن المغرب يتدارس بناء مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة في إطار استراتيجية تهدف إلى زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وأوضحت الوزيرة أن المغرب “أجرى دراسة حول استخدام الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء سنة 2015، على أن يتم تقديم تقرير حول نتائجها خلال هذه السنة”، مشيرة إلى أن هذا التقرير “يتضمن توصيات بخصوص التحول الى طاقة نووية”، مضيفة أن “التوصيات تشمل الإطار والبنية التحتية بالإضافة إلى التشريعات الخاصة بمشروعات الطاقة النووية”.
ويقوم المغرب بتشغيل مفاعل تجريبي في غابة المعمورة منذ سنوات، حيث كان الخيار النووي مدرجا على الأجندات الوطنية إلا أنه لم يرى النور إلا حدود اليوم. وحسب معطيات ، فإن مدينة أكادير مرشحة لاحتضان أول مشروع لمحطة طاقة نووية في المغرب. وتم طرح الفكرة رسميا في المدينة، مطلع سنة 2020، على هامش إطلاق الملك محمد السادس لبرنامج التنمية الحضرية 2020-2024.
هذا وقد تم الاتصال بالعديد من الدول آنذاك، بما في ذلك روسيا، والذي لطالما تم الحديث عن زيارة مرتقبة للرئيس فلاديمير بوتين إلى المغرب.