المستعجلات، اسمها يدل على سرعة ما يقع فيها، وأقسام المستعجلات الطبية تختص أساسا في التعجيل بإسعاف المرضى دون تأجيل أو تماطل. فلماذا أنشئ قسم المستعجلات الطبية بالمستشفيات؟ من يقصده؟ كيف يكون المرضى وضحايا الحوادث والاعتداءات به؟ أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن، لكن القاسم المشترك بين الأجوبة هي المعاناة التي يقتسمها المرضى على حد سواء بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط.
تبعا لإيقاعات طبول الحكومات و الوزارات و المؤسسات ، التي تفتأ تطرب مسامعنا على مقامات التنمية و الحداثة ، و الأوراش الكبرى ، وتحقيق العزة و الكرامة للمواطن ، أو بالأحرى دافعي الضرائب …
“جسر بريس” عاينة معاناة المرضى في قاعة الانتظار بغية خروج “التحاليل الطبية من المختبر المركز، وذلك بسبب النقص الملحوظ في الموارد البشرية من الأطر الطبية وشبه الطبية بالمختبر حيث يتسبب هذا نقص في تأخر نتائج التحاليل الطبية ازيد من 7 ساعات، قبل وصولها الى استقبال و ارشادات الشيء الذي يخلق ضغطا كبيرا على نفسية هؤلاء المرضى وعائلتهم مخافة اضطرارهم، والذي يعني في جانب كبير منه مضاعفة المعاناة الصحية والنفسية والمالية.
إن المغرب وما يحمله من مشاكل تاريخية، والتي ترتبط عبر الزمان بفجر الاستقلال وبالمكان في المغرب العميق، أو المغرب المنسي، المغرب الغير النافع…، الذي تتجدر في طياته الحيرة و التهميش ، وتنهب خيراته عبر الزمان و المكان ، فلا شيء يظهر على أهل غير الحكرة و الحرمان ، يجعل منا نعد للأولويات شريطا مصورا يحاكي ، التشنجات القطاعية التي يعانيها الوطن ، وبالأحرى قطاع الصحة الذي يعد القطاع الأساسي و الحيوي بالدولة بالإضافة إلى التعليم …
قطاع الصحة بالمغرب المنسي أقل ما يمكن القول عنه رديء، احتراما لمشاعر رجال و نساء الصحة الشرفاء العاملين في القطاع، لعدم توفر الظروف الملائمة و الوسائل و الهياكل الضرورية، لأداء الواجب على أحسن وجه، منه نقص الموارد البشرية وهي النقطة التي تفيض الكأس بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط.