لم يستطع حزب الاستقلال، البقاء في موقف وسط من الحكومة المغربية الحالية، التي يقودها حزب العدالة والتنمية المحافظ.
فبعد عام ونصف العام من إقرار ما سماه “المساندة النقدية” للحكومة، اختار حزب علال الفاسي، الذي حل ثالثاً في الانتخابات التشريعية، التحول إلى صف المعارضة.
ففي أثناء انعقاد المجلس الوطني لحزب الاستقلال، السبت 21 أبريل 2018 بالرباط، أعلن الأمين العام للحزب، نزار بركة، رسمياً، التموضع في صف معارضة الحكومة، التي يترأسها سعد الدين العثماني، وفسر الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال افتتاح أشغال دورة أبريل للمجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب)، موقف الحزب الجديد بكون الحكومة لم تحقق بعدُ الإصلاحات الكبرى المنتظرة منها.
تعثُّر الإصلاحات المنتظرة
نزار بركة أكد أن معارضة حزبه ستكون “معارضة وطنية استقلالية”، وسيسهم الحزب من خلالها في تقوية أدوار المؤسسة البرلمانية، وتطوير الممارسة السياسية وفق رؤية جديدة. كذلك، اعتبر الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي تولى سابقاً حقيبة وزارة الاقتصاد والمالية عام 2012، أن هناك على المستوى الاقتصادي “حالة تغلغل ليبرالي غير متوازن في عدد من المجالات، مع عدم تفعيل الآليات التي من شأنها ضبط قوانين السوق”. بدوره، يعتبر شيبة ماء العينين، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، أن “هناك في المرحلة الحالية حالة انتظارية كبيرة، وبطئاً ووعوداً لم تحققها الحكومة”؛ وهو ما دفع حزب الاستقلال لـ”طرح موقف جديد، ويخرجه بصفة نهائية من المنطقة الرمادية إلى المعارضة الصريحة”. وشدد رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، في حديث “لـصحافة”، على أن موقف المعارضة الجديد هو المطلوب، وهو “ليس الموقف الجديد على حزب الاستقلال، الذي قضى منذ عام 1956 إلى الآن فترات في المعارضة تفوق الفترات التي كان فيها مشاركاً في حكومات”.
كما اعتبر القيادي في حزب الاستقلال أن الحزب”مارس المعارضة في أصعب الظروف وكان ناجحاً فيها”، مضيفا أنه اليوم أيضاً “ليس مستحيلاً على حزب الاستقلال أن ينجح من جديد في صف المعارضة”. في السياق ذاته، أشار مصدر آخر من حزب الاستقلال، فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أن اصطفاف الحزب في المعارضة “تصحيح للوضع؛ لأنه في الحقيقة، إما أن تكون مشاركاً في الحكومة أو معارضاً لها، والمساحات الرمادية غير مطلوبة في المشهد السياسي المغربي”. كما أن “الحكومة بتوجُّهاتها الحالية، لم تأخذ بعين الاعتبار موقع حزب الاستقلال السابق حينما اختار أن يساند الحكومة بشكل نقدي”، يردف المصدر نفسه.