وجه”صبري بوقادوم” ممثل الجزائر الدائم بالأمم المتحدة دعوة صريحة لكل من المغرب والبوليساريو للجلوس على طاولة المفاوضات مجددا بصيغة مباشرة
وجاءت دعوة المندوب الجزائري خلال كلمة ألقاها أمام اللجنة الأممية الرابعة المكلفة ب”تصفية الإستعمار”، حيث أقر بضرورة استئناف مسار التسوية عن طريقة مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع لتجاوز حالة الإنسداد التي يعيشها الملف، مضيفا أن بلورة مخرجات القرار الأممي 2285 في شقها المتعلق بالمفاوضات أصبح ضرورة ملحة لتحقيق تقدم إيجابي بالنزاع.
وفند سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالحجج الادعاء الكاذب للجزائر بكونها “بلدا مراقبا ولا دخل له” في النزاع حول الصحراء.
وقال هلال إن مسؤولية الجزائر في النزاع الاقليمي حول الصحراء لا يمكن دحضها بالرغم من نفيها ذلك، مدليا بمزيد من التساؤلات حول مسؤوليات الجزائر في النزاع القائم منذ عقود.
وتساءل هلال: “من أسس البوليساريو ويدعمها سياسيا وعسكريا منذ 40 سنة؟، أليس هو البلد المراقب؟ أي الجزائر.. من يحشد آلته الدبلوماسية ضد جاره المغرب؟ أليس هو البلد المراقب؟ أي الجزائر”.
وتابع هلال تساؤلاته، متوجها بالحديث إلى أعضاء اللجنة، حين قال : “من يتصل بكم، أيها الزملاء الأعزاء، في عواصم بلدانكم، بنيويورك والجزائر وفي أماكن أخرى، من أجل اتخاذ مواقف معادية للمغرب في قضية الصحراء، أو من أجل ثنيكم حينما تعبرون عن مواقف مناقضة للأطروحات الجزائرية؟ .. من يرهب المتدخلين في هذه القاعة قبل وخلال وبعد مداخلاتهم؟ أليس هو البلد المراقب؟ أي الجزائر”.
وقال الدبلوماسي المغربي: “من ينفق مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الجزائريين لتمويل جماعة انفصالية لها صلات أكيدة مع الارهاب الدولي والاقليمي؟ أليس هو البلد المراقب؟ أي الجزائر .. من يرفض الكشف لبرلمانيي بلده عن الميزانية المخصصة للبوليساريو؟ أليس هو البلد المراقب؟ أي الجزائر”.
وواصل هلال سلسلة تساؤلاته مستفهما:”من اقترح تقسيم الصحراء وسكان المنطقة على المبعوث الشخصي السابق جيمس بيكر سنة 2001؟ ومن رفض بشكل رسمي مشروع الاتفاق الاطار بيكر سنتي 2001 و2002؟ ومن قدم مقترحات إلى الأمانة العامة الأممية حول قضية الصحراء دون أن يتحمل الرعاية أو المسؤولية؟ أليس هو البلد المراقب؟ أي الجزائر”.
وأضاف هلال: “من يواصل تدريب الشباب الصحراويين في الجامعة الشهيرة بومرداس من أجل ارتكاب أعمال عنف وتخريب وتدمير بالصحراء المغربية؟ أليس هو البلد المراقب؟ أي الجار الجزائري”، كما تساءل الدبلوماسي المغربي أمام الحاضرين: “من حضر وأطلق الرعاية المشتركة للقرار حول قضية الصحراء في اللجنة؟ أليس هو البلد المراقب؟ أي الجزائر”، وخلص هلال إلى أن “الجزائر لم تفتأ عن تضليل المجموعة الدولية والكذب على شعبها إزاء ادعائها كذبا الدفاع عن مبدأ تقرير المصير”. وزاد: “الآن لا أحد يصدقها، سوى نفسها”.
يذكر أن توصيات القرار الأممي المذكور حثت على بذل طرفي النزاع لمزيد من الجهد للدخول في جولة خامسة من المفاوضات تحت رعاية أممية.