بقلـــم / رشيد موليد
حقيقة في الأزمات و المحن والفواجع تظهر بشكل جلي طينة الرجال، وبمناسبة هذا الحديث وانا أنتمي إلى عالم الاعلام والصحافة وما يعرفه هذا الجسم المعلول أصلا وتعددت العلل والأسباب منها الموضوعي ومنها الذاتي وهذا الأخير هو مربط الفرس في المحنة التي يعرفها مشهدنا الإعلامي والصحافي بشتى أصنافه السمعي والبصري والمكتوب والاليكتروني.
فمهما كان الأمر كان للصحافيين مكانة اعتبارية إنسانية واجتماعية لا لشيء فقط لأنهم يشعرون بأن عليهم رسالة على عاتقهم يجب عليهم تأديتها خدمة للقضايا الكبرى لوطنهم أولا والإنسانية عامة، وهذا الصنف من حملة القلم والعدسات للأسف الشديد آخذ في الاندثار وعلى كل الغيورين والحالمين أن تتظافر جهودهم من أجل الحد من النكوص التي تعرفه سلطتنا الرابعة وهذا لن يأتي أيضا إلا بمواجهة المندسين و أشباه صحافيين المجردين من القيم و المبادئ و الأخلاق وقد تجدونهم حتى يتاجرون في صعاب ومحن ومآسي زملائهم ، فهذه الفئة إنها الويلات التي ابتلي بها الجسم الصحفي ببلادنا مع أسفي الشديد الأمثلة لسلوكات الدنيئة للمنتسبين لهذه الفئة المندسة وعديمة الضمير و التضامن والتآزر المهني عديدة لا حصر لها .
وبما أن الرأي العام مازال يتابع فاجعة انتحار الصحافي “رشيد بوغة” الذي يعد بحق قيمة مضافة للصحافة المغربية لما امتاز به الفقيد رحمه الله من خصال حميدة و نكران للذات و تراكم معرفي وتعلقه بالقضايا المصيرية للوطن الجريح، آن الأوان لوضع الأصبع على الجرح وطرح الأسئلة المشروعة بلا هوادة ولا محاباة ولا تردد، فمن أوصل أو ساهم في الكآبة العدمية المفضية إلى انتحار هذا الصحافي المغربي بامتياز؟ لعله سؤال عريض ومشروع ومن الحق الجميع طرحه.
فالذي يعلمه الخاص والعام هو أن الفقيد رجل تعليم العام هاجر أرض الوطن وعانق الديار الأروبية ونظرا لرصيده المهني النضالي والمعرفي وخلفياته السياسية المتجذرة رفض عدة عروض للاستقرار هناك و اختار العودة لأحضان الوطن الجريح.
وهكذا و في إحدى المراحل المفصلية من مسار فقيدنا “رشيد بوغة” تحمل مسؤولية رئاسة التحرير جريدة الاسبوع الصحفي التي تعد معلمة وهرم و مدرسة صحفية في بلادنا لمؤسسها الاستاذ وقيدوم الصحافيين ومعاصر ثلاثة ملوك وصاحب تراكم مهني تمثل في عقود من النضال والتضحية و العطاء الذي اقتنع بالفقيد بعد أن تم طرد المسمى(س.ر) لأسباب عدة سيحين الوقت ذكرها تنويرا للرأي العام، وهنا التحق الأخير كمستشار التواصل بالتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية مستفيدا من سيرة ذاتية متضمنة لمعطيات مغلوطة من بينها أنه على دراية ببعض اللغات في حين أنه لا يلم إلا باللغة العربية الذي اكتشفه رئيس التعاضدية في إحدى المناسبات وزد على ذلك تهاطل العديد من الشكايات على إدارة التعاضدية بسببه وقد عاينت شخصيا الأمرين بسبب سلوكه المشين في مناسبتين حيث وصل به الأمر إلى مستوى عال من الكراهية و الحقد لبعض الزملاء و هم مازالوا أحياء عليهم فضح ما تعرضوا له من طرف هذا المندس في المؤتمر الاخير للتعاضدية العامة بمراكش من خديعة وتملص من المسؤولية وممارسات يندى لها الجبين ومحاولة إرشاء بمراكش للتستر على ماسببه للصحافيين الذين تابعوا الحدث بكل تفاني ومهنية .
فهذا “الصحافي” الذي اختزل العمل الصحفي النبيل في تحصيل المنافع والمكاسب وتخصص في نشج الدسائس والإيقاع بالصحافيين، وبعد أن تم طرده من التعاضدية حبك سيناريو محبوك معية مديرة النشر الاسبوع الصحفي(ح.خ) استغلا معا غياب المفخرة الصحفية الأستاذ مصطفى العلوي من أجل الضغط على الفقيد “رشيد بوغةا” قصد الاستسلام ومغادرة المؤسسة مكرها ليضمن بذلك (س.ر)البعيد كل البعد عن طيبة الريحان إلى موقعه السابق ولو على حساب أيقونة العمل الصحفي فقيدنا رحمه الله وأسكنه جنات الرضوان
وهذه الدسائس وهذا السيناريو دعمه باستغلاله اللقاء الوطني أقامته إحدى الوزارات بقصر المؤتمرات في الصخيرات حضره الأستاذ مصطفى العلوي وقام بالانبطاح والتوسل إلى شخصية وزارية قصد التوسط له لدى الاستاذ مصطفى العلوي بهدف عودته إلى أسبوعية الأسبوع الصحفي و فعلا كان له ما أراد الأمر الذي جعل الصحافي “رشيد بوغة” الحالم والمناضل و أب أسرة أن يدخل في حالة من الاكتئاب بسبب الإهانة الذي تعرض لها والتي كانت نهايتها مأساوية بإقدامه على الانتحار ببيت والديه بمدينة تيفلت.
وما خفي كان أعظم(…) فهذه المؤسسة وإن كانت معلمة وهرم و على الرغم من الاحترام والتقدير الذي نكنه لها و لمؤسسها تجدر الإشارة أن مقرها عرف حالات أخرى من محاولات الإنتحار بسبب دسائس و مؤامرات كل من هذا الثنائي الذي لا يشرف لا رصيد ولا تاريخ المؤسسة ونتوفر على تصريح خاص لأحد هؤلاء إنه (س.ض) الذي شغل منصب تقني ومصمم الجريدة و كان الاستاذ مصطفى العلوي ينوي ترســيمه بالمؤسسة الشيء الذي أثار غيض و حقد وكراهية الثنائي السالف الذكر وعاش (س.ض) سنتين داخل هذه المؤسسة وعانى في هذه الفترة من كل أنواع التضييق و التحقير و الإذلال والإهانة حيث جعلوه أكثر من مرة يقدم على محاولة الانتحار داخل مكتب الأسبوع الصحفي وهناك شهود عيان على هذه الوقائع المؤسفة والمأساوية.
كلمات تجسد معطيات وأحداث ووقائع مجرد فيض من غيض، فليرحم الله فقيدنا “رشيد بوغة” وإنا لله وإنا إليه راجعون، والمذلة والعار كل من كان له نصيب سواء من قريب أومن بعيد في هذه الفاجعة الإنسانية التي ألمت بالجسم الصحفي المغربي.