•محمود خوام / كاتب سوري
كانت هذه الكلمات الختامية برسالة دي روسي لروما وجماهير روما ، القائد دي روسي .
أحيانًا في كرة القدم تشعرك بأن الأيام تسرقك ، كل شيء يسرقك ، حين تشاهد بعض الأسماء ترحل ، بعض الأسماء التي اعتدنا أن نشاهدها بمكان معين ترحل تشعر بأن السنوات فعلًا تسبقنا .
المقال يعّبر عني فقط ومقال من الممكن القول بأنه عاطفي ، شاهدت دي روسي لأول مرة وتعرفت على إمكانياته بموسم 2003/04 حين بدأ يحصل على فرص حقيقية مع كابيلو وحينها ادركت بأن هناك موهبة جديدة في عالم كرة القدم .
في الموسم التالي حصل دي روسي على مهام أكبر رغم موسم روما السيء ، بتلك الفترة كان لدي صديق من مشجعي انتر ميلان وشاهدنا مباراة جميلة بين روما والانتر وحينها تقدم الانتر بثلاثة أهداف لهدف ليسجل فيما بعد دي روسي هدف التعادل بالربع الساعة الأخير للمباراة وقدم مباراة كبيرة ، بطبيعة الحال صديقي مشجع الانتر كان مشجع للمنتخب الإيطالي وتمنى فعلًا أن يتواجد دي روسي مع تشكيلة مونديال 2006 وانا شخصيًا كنت معجب بقتالية اللاعب ومحاولته القيام بكل شيء لأجل روما .
مرت الأيام ، ولا أخفي على أحد بأنني من مشجعي ريال مدريد وقلتها دائمًا وابدًا بأن وجود دي روسي مع مدريد أحد أحلامي التي لم تتحقق وريال مدريد قدم أكثر من عرض لدي روسي لكنه رفض الانتقال وترك روما ، بكل تأكيد كان يصيبني الحزن حين يرفض الأنتقال لكن بكل تأكيد هذا الموقف جعلني أقع في حب اللاعب أكثر وأكثر ، وأنا كنت مدرك بأن دي روسي لو انتقل لمدريد أو برشلونة لكان أسمه في كل موسم بتشكيلة الفيفا لكن دائمًا حبه لروما تفوق على حبه لنفسه ، الأمر كان عبارة على أن دي روسي وجد روما كعائلة ، وجدها كديانة له .
لحظات كثيرة لن انساها لدي روسي ، لحظة تسجيله هدف ضد الانتر بنهائي كأس السوبر عام 2007 وطريقة احتفاله ، طريقة تقبيله شعار روما دائمًا ، تسجيله هدف على انتر مورينيو عام 2010 ، احتفاله مع التراس روما بعد فوزه بديربي روما ضد لاتسيو عام 2010 ، طريقة تقبيله قميص روما عام 2017 بعد تسجيله ضد يوفنتوس ، ليلة ريمونتادا برشلونة التي كان أحد أهم نجومها بالذهاب والإياب ، أحد أهم رجال ليلة نهائي كأس العالم 2006 ، قيادته لوسط إيطاليا بيورو 2012 ولحظات كثيرة لن أنساها ، دي روسي لم يعتزل لكن رحيله عن روما شبيه كثيرًا برحيل بوفون عن اليوفي أو رحيل راؤول عن الريال ، وبكل تأكيد اسمه سيبقى ذكرى بين جماهير روما .
دي روسي كان رجل بالملعب ، رجل قائد وفضل روما على كل شيء .