مريم عرجون، كاتبة مغربية
هي مدينة الأنوار. في الليل تصبح ثريا لا نظير لها لكثرة المصابيح والقناديل. وبالنهار تشعر أن لسمائها نافذة على التألق. شوارعها فخمة ونظافتها باهرة.
هي مدينة إدارية، جدية الحركة. أهلها يتقنون صيد مداخل لمسات الأناقة قد تصل لدرجة التكلف أحيانا.
فيهم كبرياء وشموخ وروحهم منضبطة.
بينها وبين تطوان الموريسكية شبه كبير. لأنها أيضا موريسكية، ولأن كلاهما مدن ثقافية لا اقتصادية.
ولأن العمران في كلايهما منسق ومنخفض الإرتفاع وغالبا لونه أبيض.
رباطي طيب بطبعه. لكن رتابة وجدية حياة الإدارة وعقلية التمركز حول الذات، جعلته يبني بينه وبين طيبوبته حاجزا، يزيحه فقط إن شعر أن هناك ضرورة. عكس المراكشي والبيضاوي المنطلق المندفع.
مهذبون جدا. يجدون الرقي.
بكل اختصار.. إنها العاصمة.. مدينة الأنوار .