اسماعيل كايا / اسطنبول
مظلوم عبدي، أو مظلوم كوباني، أو شاهين جيلو، أو الخال، كلها أسماء مختلفة لقائد قوات سوريا الديمقراطية الكردية في سوريا والذي يعتقد أن اسمه الحقيقي هو «فرهاد عبدي شاهين»، والذي يسعى أعضاء في الكونغرس الأمريكي لترتيب زيارة له إلى واشنطن بعد أن وصفه ترامب بـ»الجنرال العظيم» وهو ما أثار غضب تركيا التي تصنفه «إرهابياً» وتطالب باعتقاله من قبل الإنتربول الدولي في حال دخوله الولايات المتحدة الأمريكية.
وعبدي هو القائد الفعلي لقوات سوريا الديمقراطية، بعد أن كان القائد لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تعتبرها تركيا الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وذاع صيته عقب تمكن قواته من السيطرة على قرابة ثلث مساحة سوريا ولاحقاً مواجهة العملية العسكرية التركية الأخيرة في شرقي نهر الفرات شمالي سوريا والتي أطلق عليها اسم «نبع السلام». كغيره من قيادات المليشيات الكردية في تركيا وسوريا، لا توجد معلومات دقيقة حول تاريخهم، لكن مصادر كردية وتركية تقول إنه ولد عام 1967 في مدينة عين العرب/كوباني التي اقترن اسمه بها قبل أن يلتحق في صفوف حزب العمال الكردستاني.
وتقول مصادر كردية إنه كان مقرباً جداً من زعيم العمال الكردستاني المعتقل في تركيا عبد الله أوجلان وكان يعتبره بمقام «الابن المعنوي»، ونشرت الصحافة التركية صوراً له وهو إلى جانب أوجلان الذي التقاه في سوريا وجبال قنديل شمالي العراق التي تعتبر المعقل الرئيسي لحزب العمال الكردستاني وله صور بالبزة العسكرية التي يرتديها مسلحو العمال الكردستاني في قنديل.
غضب تركي ومطالب باعتقال مظلوم عبدي في حال زار واشنطن
التحق كوباني في صفوف العمال الكردستاني منذ شبابه ومتهم بالمشاركة في عمليات عسكرية متعددة نفذها التنظيم داخل الأراضي التركية، بينهما عمليات قديمة ضد الجيش التركي في جنوب شرق تركيا، وعمليات أخرى حديثة ضد المدنيين الأتراك في أنقرة وإسطنبول أوقعت عشرات القتلى والجرحى، حيث شغل عدة مناصب قيادية في التنظيم منها قيادة القوات الخاصة ولاحقاً الاستخبارات وعضوية اللجنة التنفيذية.
وبعد جولات له في أوروبا عاد إلى إقليم كردستان العراق وبدأ ممارسة العمل السياسي هناك مع تواصل اتصاله بقيادة العمال الكردستاني في قنديل، قبل أن يتوجه إلى سوريا ويقود الوحدات الكردية هناك وصولاً لتولي قيادة قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. وعلى خلفية اتهامه بقيادة الكثير من العمليات الإرهابية التي استهدفت الجيش والمدنيين الأتراك، أصدرت وزارة العدل التركية مذكرة اعتقال حمراء بحقه للإنتربول الدولي.
وخلال العملية العسكرية التركية وما رافقها من مباحثات أمريكية مع تركيا وأكراد سوريا، برز اسم كوباني بقوة، قبل أن يتفجر الغضب التركي نتيجة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إجراء اتصال هاتفي مع كوباني، ومساعي أعضاء في الكونغرس الأمريكي لترتيب زيارة لكوباني إلى واشنطن.
وغرد ترامب بالقول: «لقد استمتعت حقًا بمحادثتي مع الجنرال مظلوم عبدي. إنه يقدر ما فعلناه، وأنا أقدر ما فعله الأكراد. ربما حان الوقت للأكراد لبدء التوجه إلى منطقة النفط»، وهو ما رفضته تركيا بقوة واعتبره محاولة لإضفاء الشرعية على «زعيم تنظيم إرهابي» والذي وصفه ترامب في وقت سابق بأنه «جنرال عظيم».
كما حضت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الأسبوع وزارة الخارجية الأمريكية على منح تأشيرة لمظلوم عبدي لكي يتمكن من زيارة الولايات المتحدة بغية التباحث مع مسؤولين بشأن الوضع في سوريا.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان طالب الولايات المتحدة بتسليم مظلوم، وقال في لقاء تلفزيوني، الخميس: «يجب على الولايات المتحدة الأمريكية تسليمنا الإرهابي الملقب مظلوم المطلوب لدى سلطاتنا بالنشرة الحمراء»، لافتاً إلى أن وزارة العدل التركية ستقدم طلباً (للولايات المتحدة) لتسليمها مظلوم، وأشار إلى أنه أبلغ ترامب انزعاجهم واستياءهم من تبادله الرسائل مع «مظلوم». من جهته، شدد وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، الجمعة، على رفض تركيا «قيام حلفائها بعقد لقاءات مع الإرهابي الملقب بمظلوم كوباني المطلوب بالنشرة الحمراء لدى منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)»، معتبراً مثل تلك اللقاءات «شرعنة للإرهابيين». وقال الوزير التركي: «كوباني إرهابي، ومطلوب على النشرة الحمراء؛ لذا من غير المقبول عقد حلفائنا لقاءً معه»، وبينما حذر من مغبة «شرعنة الإرهابين»، قال إن «ذلك يعني إمكانية عقد لقاء في المستقبل مع إرهابيين آخرين كزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي».
في السياق ذاته، قال وزير العدل التركي، عبد الحميد غُل، إنه «بمجرد دخول الإرهابي الملقب بمظلوم كوباني إلى الولايات المتحدة، ستتم المراسلات اللازمة بشأن إجراءات الاعتقال المؤقت»، معتبراً أنه «يتعين على واشنطن تسليم الإرهابي كوباني، بموجب اتفاقية تسليم المجرمين المبرمة بين البلدين».
وقال غُل: «النشرة الحمراء سارية في 196 دولة حول العالم، ويتعين على الولايات المتحدة أيضاً الالتزام بالاتفاقية ذات الصلة»، لافتاً إلى أنه «يتعين إلقاء القبض على هذا الإرهابي، حتى من دون الحاجة إلى أي مراسلات، نظراً لورود اسمه في سجلات الشرطة الدولية الإنتربول»، ولفت إلى أنه تم إخطار الجهات المعنية في الولايات المتحدة، الخميس، بهذا الشأن، عن طريق وزارة الخارجية التركية.
رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، عبر عن قلقه من اعتبار كوباني «شخصية سياسية شرعية»، وقال: «قيادي في منظمة «بي كا كا»، التي تعتبرها الولايات المتحدة والدول الأخرى على أنها منظمة إرهابية، وهارب من القانون ومطلوب بالنشرة الحمراء لدى «الإنتربول»، لقيامه بأعمال إرهابية عديدة استهدفت قوات الأمن التركية، وجيش عضو في (ناتو)، والمدنيين».