فرانكفورت / جسر بريس
قال أمير قير، رئيس بلدية قضاء “سان جوزيه تن نود” التابع للعاصمة البلجيكية بروكسل، إن تحقيق النجاح يصبح ممكنا عند التوفيق بين قيم تركيا وبلجيكا، بالنسبة لمن أصولهم من الأناضول ويعيشون في البلد الأوروبي.
ولد أمير قير في مدينة كارلروي البلجيكية عام 1968، ثم انتقل وهو في سن التاسعة إلى مدينة سانت جوزيه التي يترأس بلديتها حالياً، حيث يعد أول رئيس بلدية من أصول تركية في بلجيكا.
وأوضح قير، إن عائلته هاجرت إلى بلجيكا في الستينات، من قرية كجيلي بقضاء أميرداغ التابع لولاية أفيون قره حصار غربي تركيا، وأن والده كان يعمل في أحد المناجم وتقاعد مبكراً.
وأشار أن عائلته لم تكن تفكر في البقاء في بلجيكا بصفة دائمة عندما أتت إليها وأنها مرت بفترات صعبة للغاية.
وأضاف أنه ولد في عائلة لديها 6 أطفال، ووالدته كانت حاملاً به عند هاجرت إلى بلجيكا، وأن نشأته لم تكن سهلة.
وأوضح أن والده على رأس الأشخاص الذين يتخذهم قدوة له.
وتابع “كان والدي يعطي أهمية كبيرة للتعليم. وبينما كان أقراني يتزوجون في سن 18- 20 ذهبت أنا للجامعة لاستكمال دراستي. ولم يكن التعليم أمراً محبذاً آنذاك، لأن معظم المهاجرين كان هدفهم كسب المال”.
ولفت قير أنه واصل تعليمه بفضل والده الذي كان يحدثه كثيراً عن أهمية التعليم.
وأوضح قير أن رئيس بلدية سانت جوزيه لاحظ تفوقه عندما كان تلميذاً ووفر له فرصة عمل وأنه بذلك خطى أولى خطواته في عالم السياسة.
وقال إنه أولى أهمية كبيرة لنصيحة والده التي قال فيها إن الإنسان لا يعيش من أجل أسرته فقط بل عليه مسؤولية أيضاً تجاه مجتمعه.
وأشار أنه لم يعاني من العداء للأجانب كثيراً في بلجيكا إلا أنه كان يشعر بصراع الطبقات الاجتماعية.
واستطرد “كنت ابناً لعامل. وعندما ذهبت للجامعة كان هناك الكثير من أبناء الطبقة البرجوازية. في الشتاء كان زملائي يذهبون للتزلج بينما كنا نعود نحن للقرية. شعرت بصعوبة أن تكون ابناً لعامل”.
وأضاف قير أنه واجه بعض الصعوبات أحياناً بسبب كونه أجنبياً، منها أنه لم يتمكن من التسجيل في بلدية سكاربيك ببروكسل لأنها لا تقيد الأجانب.
وقال إنه لاحظ خلال السنوات الأخيرة حدوث أشياء لم تكن تحدث في أيام شبابه.
وتابع “عندما كنت شاباً لم يكن هناك استهداف للمسلمين أما اليوم فللأسف هناك عداء تجاههم”.
ودعا قير الأتراك المقيمين في أوروبا إلى الدمج والتوفيق بين القيم التي أخذوها من تركيا وبين ما أخذوه من بلجيكا حتى يتمكنوا من تحقيق نجاح في حياتهم.
ولفت أنه متزوج ولديه ثلاثة أبناء، وأن وضع أبنائه يعد أسهل من وضعه عندما أتى إلى بلجيكا لأنهم أحفاد مهاجرين وليسوا أبناء مهاجرين ولا يعانون من ازدواجية الرغبة في العودة والرغبة في البقاء.
واستطرد “عائلاتنا عاشت هنا بفكرة أنهم سيعودون مجدداً أما نحن فباقون هنا”.
وأكد قير على ضرورة اهتمام أتراك بلجيكا بالتعليم أكثر من ذلك، مشيراً أن تحقيق نجاح مادي أمر مهم إلا أن التعليم هو الذي يمكن الشخص من التغلب على كل الصعوبات التي تواجهه.
وأضاف أنه كان هناك مواطنون مسنون من بلجيكا تطوعوا لمساعدتهم دون أي مقابل وأن هؤلاء الأشخاص أثروا فيه كثيراً في شبابه وأنه أدرك بسببهم أهمية التطوع لخدمة الآخرين.