اسماعيل كايا / اسطنبول
ادعى النظام السوري أن قواته خاضت اشتباكات مع الجيش التركي في ريف رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، وذلك عقب ساعات قليلة من إعلان الجيش التركي مقتل أحد جنوده وإصابة خمسة آخرين في المنطقة ذاتها.
وجاء في خبر نشرته وكالة ناسا الرسمية التابعة للنظام السوري: “أحكمت وحدات من الجيش العربي السوري سيطرتها على 4 قرى جديدة في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي شمال غرب الحسكة وهي أم حرملة، باب الخير، أم عشبة، الأسدية، وقلصت المسافة باتجاه الحدود التركية إلى 3 كم”. وأضافت: “أفاد مراسل سانا بأن وحدات من الجيش العربي السوري خاضت اشتباكات ضد قوات الاحتلال التركي بريف رأس العين”.
وقبيل ذلك بساعات قليلة فقط، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأحد، مقتل جندي وإصابة 5 آخرين “في عملية إرهابية لعناصر “بي كا كا/ ي ب ك” في مدينة رأس العين، شمال شرقي سوريا”، على حسب وصف البيان الرسمي.
وأوضح بيان الوزارة أن “الإرهابيين نفذوا هجوما بقذائف الهاون ورشاشات دوشكا، في رأس العين الواقعة ضمن نطاق عملية نبع السلام”، ولفت البيان إلى أن الجيش التركي رد على مصادر الهجوم “في إطار حق الدفاع عن النفس ودمرت الأماكن التي شن منها الهجوم”.
ولا تؤكد مصادر مستقلة ما إن كان حادث مقتل الجندي التركي على صلة بحديث النظام السوري عن اشتباك مباشر بين قواته والجيش التركي في رأس العين.
وعلى الرغم من الاتفاق الأمريكي التركي حول شمالي سوريا، وإعلان وزارة الدفاع التركية “عدم الحاجة لشن عملية عسكرية جديدة”، إلا أن الجيش التركي يسعى خلال الأيام الأخيرة للسيطرة على بعض القرى والمناطق التي ما زالت تسيطر عليها الوحدات الكردية في إطار حدود المنطقة الممتدة ما بين رأس العين وتل أبيض ولم تنسحب منها بموجب الاتفاق الأخير.
وفي الوقت ذاته، يحاول النظام السوري التقدم في تلك المناطق ورسم خطوط اشتباك متقدمة مع الجيش التركي لمنعه من السيطرة على تلك المناطق، وذلك بموجب الاتفاق الأخير الذي جرى بين النظام والوحدات الكردية برعاية روسية عقب قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وخلال اليومين الماضيين، أعلنت فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا السيطرة على عدد من القرى في ريف رأس العين وتل أبيض، وهي مناطق تقول تركيا إن الوحدات الكردية لم تنسحب منها بعد بموجب الاتفاق مع الولايات المتحدة، لكن أنقرة امتنعت عن الإعلان رسميا عن القيام بعمليات عسكرية في تلك المنطقة، وتقول إنها ترد على انتهاكات الوحدات الكردية للاتفاق.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولون أتراك حذروا النظام السوري من مغبة استهداف القوات التركية.
وقبل نحو أسبوعين، قتل جنديان تركيان في محيط منبج شمالي سوريا بنيران النظام السوري، وقال أردوغان إن الجيش التركي رد بقوة على قوات النظام.