اسماعيل كايا / اسطنبول
أشاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس الأحد، بمقتل زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، ووصفه بأنه «نقطة تحول» في «الحرب على الإرهاب». وكتب على «تويتر»: «مقتل زعيم داعش يعتبر نقطة تحول في الحرب على الإرهاب».
وأكد أن تركيا «ستواصل دعمها لجهود مكافحة الإرهاب، كما فعلت في السابق».
وأضاف في تغريدته: «أنا واثق من أن النضال الحازم ضد الإرهاب بشكل ينسجم مع روح التحالف، سيجلب السلام للإنسانية جمعاء».
ولا يعرف حتى الآن الدور التركي في العملية التي نفذتها القوات الأمريكية لقتل البغدادي، وما إن كان التنسيق الذي جرى بين الطرفين يتعلق بالتنسيق المبكر والكشف التركي عن مكان البغدادي، أم أنه كان مجرد إبلاغ أمريكي لأنقرة قبيل انطلاق العملية حتى لا يقع صدام بين القوات، لا سيما أن العملية وقعت في منطقة قريبة جداً من الحدود التركية وتقع ضمن النفوذ التركي.
وبشكل عام، توجد غرف عمليات وآليات تنسيق معتمدة منذ سنوات بين القوات الأمريكية والروسية والتركية في شمالي سوريا لتجنب أي صدام عسكري بين الدول الثلاث لتشابك العمل العسكري، لا سيما التحركات الجوية في منطقة متقاربة جداً شمال وشرق سوريا، وبالتالي، فإن واشنطن كانت مجبرة على إبلاغ أنقرة وموسكو بأنها تنفذ عملية عسكرية في المنطقة.
وفي بيان مقتضب خال من التفاصيل، قالت وزارة الدفاع التركية إنه جرى تبادل معلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية التركية والأمريكية، قبل العملية التي نفذها الجانب الأمريكي في محافظة إدلب، بينما أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، إنه «حان الوقت للقضاء على من تبقى من زعماء التنظيمات الإرهابية»، وكتب على «تويتر»: «تركيا ستواصل الكفاح مع أصدقائها وحلفائها للقضاء على كافة أشكال الإرهاب».
وعلى الرغم من أن مصادر صحافية أمريكية نفت أن تكون واشنطن قد نسقت مع تركيا حول العملية العسكرية، فإن وكالة «رويترز» نقلت عن مصدر تركي وصفته بالكبير قوله إن تركيا ساهمت استخبارياً في رصد البغدادي وأنه وصل المنطقة التي جرت فيها العملية قبيل 48 ساعة فقط من تنفيذها.
ورفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم أي معلومات محددة حول دور الدول التي ساعدت في العملية، واكتفى بتقديم الشكر لكل الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية، وعلى رأسها روسيا وتركيا والعراق وحتى النظام السوري والأكراد، ورغم تكرار السؤال له، إلا أنه رفض تحديد دور تركيا التي قال إنها «كانت تعلم أين نتجه، ولم يحدث أي مشاكل، وقد ساعدونا كثيراً».
وفي بداية العملية، تحدثت مصادر متعددة عن أن الجيش الأمريكي استخدم قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا كنقطة انطلاق لتنفيذ العملية، لكن هذه المعلومات التي رفض تأكيدها أو نفيها ترامب في خطابه، الأحد، تراجعت مع تأكيد مسؤولين أمريكيين أن العملية نفذت من قاعدة أمريكية في أربيل شمالي العراق.
وفتح هذا الأمر الباب أمام تساؤلات أخرى حول مستوى التعاون بين أنقرة وواشنطن، لا سيما أن قاعدة إنجيرليك تقع على بعد 100 كيلومتر تقريباً فقط من مكان العملية، وأن أربيل تبعد أكثر من 700 كيلومتر، وفي حال تأكد عدم استخدام إنجيرلك في العملية، فإن ذلك سيعتبر مؤشراً خطيراً على تراجع التعاون العسكري والاستخباري بين أنقرة وواشنطن في ظل الخلافات الكبيرة بين البلدين في الأشهر الأخيرة.