تصاعدت خلال السنوات الاخيرة حدة التوترات المتعلقة بالتمييز العنصري، لتلقي بظلال جديدة على الرياضة التي يُعد أحد أهم أهدافها نبذ الاختلافات بين ممارسيها، أياً كانت خلفياتهم العرقية أو الدينية أو الثقافية أو السياسية.
تعرض لاعب نهضة بركان، مساء الأحد الماضي لصافرات استهجان وعنصرية أثناء مباراة فريقه في مواجهة الوداد البيضاوي بمركب محمد الخامس (الدار البيضاء) في إطار البطولة الاحترافية.
ورصدت عدسات الكاميرا في الدقيقة 70 اللاعب بكر الهلالي وهو خارج أرضية المركب، ففوجئ بالجماهير تهتف ضده بعبارات عنصرية وتسخر منه، ما أغضبه، مما أدى بحكم اللقاء إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجه اللاعب الهلالي وسط ذهول الجميع.
واعتقد البعض أن الهتافات العنصرية أمر سيستهوي المشجعين لفترة قصيرة وينتهي مثل أي حادث ، إلا أن الأيام أثبتت أن الظاهرة أصبحت منتشرة على نطاق أكثر اتساعا وقسوة ، لدرجة أن الحاجة أصبحت ملحة لاستئصال العنصرية من الرياضة .. وأن الوضع يحتاج لأكثر من مجرد فرض عقوبات رسمية كما يفعل الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” وبعض الاتحادات والأندية .
وتبذل الفيفا حاليا جهود مكثفة في سبيل منع الهتافات والتعليقات العنصرية خلال المباريات واتخاذ إجراءات بحق من يرتكبون التصرفات العنصرية من الجمهور ، إلا إن الفيفا لن تستطع بمفردها التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة لذلك يمكن أن تتخذ الأندية إجراء حيال ذلك في بعض الأحيان.
وتنص العقوبات الذي دخل حيز التنفيذ في 15 يوليوز الماضي على فرض حظر جزئي على جماهير الأندية التي تمارس انتهاكات عنصرية، بالإضافة لفرض غرامة مالية لا تقل عن 20 ألف فرانك سويسري كعقوبة أولى.
ولدى حكام المباريات خطة من ثلاث مراحل في حال وقوع أي انتهاك عنصري، حيث من الممكن أن يتخذوا قرارا إذا لزم الأمر بإنهاء المباريات واعتبار الفريق الذي مارست جماهيره تلك الانتهاكات خاسرا.
السؤال إلى أين نحن ذاهبون لا يكاد مباراة في الرياضة تمر و إلا تطفوا على السطح انتهاك عنصري؟
ولنطرح السؤال من المسؤول عن هذا الوضع العنصري؟ أو مرتبط بمستوى تربية وتعليم وأخلاق الأمم.
هل الجهاز الوصي يضرب بيد من حديد على كل أصحاب هذا الفكر ومن يقف معهم ؟
أسئلة عريضة وكثيرة تحتاج إلى إجابات تطبيقية.