بعد مرور أكثر من عقد ونصف على إطلاق برنامج مدن بدون صفيح خلال سنة 2004، عبر تخصيص بقع أرضية للبناء الذاتي. وتجري هذه السياسة في ظل تحديات كبيرة قد تحجب حجم الإنجازات، والمجهودات الكبرى التي تبذلها الدولة في هذا المجال، والتي بوأتها الرتب المتقدمة عالميا في مجال محاربة دور الصفيح. وبعيدا عن الخوض في نقاش هل ستنجح الحكومة في القضاء نهائيا على دور الصفيح قبل نهاية سنة 2020، فلا بد من توضيح أهم تحديات هذه السياسة.
عبد الصمد عرشان رئيس بلدية تيفلت، كان واضحا وصريحا في كلامه امام المستفيدين واكد لهم ان تنفيذ هذا المشروع يأتي استجابة لرؤية الملك محمد السادس الرامية إلى القضاء نهائيا عن دور الصفيح، وتوفير سكن لائق لرعاياه بكل مناطق المملكة، وزاد عبد الصمد عرشان قائلا : نحن بتيفلت، استطعنا طي ملف دوار دراعو في شقه الأول المتعلق بهدم كل البراريك وتأهيل الدوار، في انتظار انتهاء الأشغال، وتمكين المستفيدين من رخص لبناء منازلهم ..، نفس الشيء سنتبعه مع ” سهب الحرشة”، بعدما تم الاتفاق على تجزئة الفلين،التابعة للعمران و سيستفيد كل مالك للبراكة من بقعة أرضية مجهزة دون أن يقدم ولو درهم واحد، فالتصاميم ستسلم بالمجان، مع تسهيل كل العمليات الخاصة بالبناء من رخص وأوراق أخرى”.
وأشار عرشان في مستهل حديثة الى ضرورة التسريع بعملية الهدم، والشروع في إنجاز التصاميم، على أساس، أن تنطلق العملية بداية الصيف المقبل.
وأضاف عرشان ..، أن الغاية من هذه العملية، هي توفير سكن لائق للسكان، وضمان حياة مستقرة لهم في أجواء صحية، مؤكدا، أن هدفه الأساسي هو أن يستفيد سكان سهب الحرشة وباقي السكان الذين يقطنون في دور الصفيح بتيفلت، ومضيفا، عرشان ” لأن “هذا هو دوري كرئيس للبلدية ،ولا يمكنني أن أقبل باستمرار الوضع كما هو عليه، الملك محمد السادس، أعطى تعليماته السامية للقضاء على هذا النوع من السكن، ونحن نترجم هذه الرغبة الملكية السامية ونسعى في إنجاحها بكل الوسائل المتاحة”
ويشار ان رئيس بلدية تيفلت كان قد اجتمع مساء يوم الإثنين 17 فبراير 2020 بمدير مؤسسة العمران تدارس فيه الطرفان كيفية معالجة ملف ” سهب الحرشة” إحدى الأحياء المعنية بالتأهيل وتوفير السكن اللائق للمستفدين.
اللقاء تطرق فيه ايضا عرشان الى الوضع الحالي لهذا الدوار القصديري، ومضمون اللقاءات التي جمعته مع سكان البراريك، والاقتراحات التي تقدم بها لضمان السكن اللائق لهذه الشريحة من المجتمع مؤكدا،أن مدينة تيفلت ستقضي بشكل نهائي على البناء العشوائي نهاية السنة الحالية، تنزيلا للسياسة المولوية وتعليمات الوالي محمد اليعقوبي خلال زيارته الأخيرة للمدينة.
وجدير بالذكر ان تحقيق هذا المشروع لم يأتي صدفة بل جاء بعد مساعي ومجهودات جادة من طرف رئيس المجلس البلدي لمدينة تيفلت تروم بالأساس الى جعل مدينة تيفلت مدينة بدون صفيح، وبالفعل لم يعد يفصل مدينة تيفلت عن إعلانها كمدينة بدون صفيح الى وقت قريب، هو رهان نجحت فيه مدينة تيفلت بفضل حنكة رئيسها وعزيمته القوية بان يجعل من تيفلت مدينة نموذجية بفضل الأوراش المهمة التي غيرت معالم تيفلت، و أصبحت تعد الآن رائدة في مجال التعمير وإعادة الهيكلة بدون منازع.
عموماً يؤكد عرشان رئيس مجلس بلدية تيفلت أنه ينبغي أن يكون لإستراتيجية تنمية المدن نتائج مهمة، أولها الرؤية المشتركة والإستراتيجية للمدينة والتي يتم الوصول إليها بالمشاركة وتتضمن أعلى درجات الإجماع, وتعكس هذه الرؤية المشتركة استراتيجية في غاية الوضوح للتنمية الاقتصادية المحلية ولتخفيف الفقر الحضري ولصياغة سياسات في صالح الفقراء في إطار النطاق الحضري الأوسع.