في هذا الوقت بالذات أصبحنا نعيش على وقع المستجدات التي تأتينا من كل حدب وصوب، بخصوص وباء كورونا (كوفيد ــ 19).. وحين ندخل لمواقع التواصل الاجتماعي، ونطل على المواقع الاخبارية ونهمهم على معرفة المستجدات والأخبار التي تتداول، وكذا أراء وارتسامات الاصدقاء، فمنهم من يجود علينا بالمقال، ومنهم من ينقل الاقوال باختزال، والعديد من يعدق علينا بالارسال والسؤال عن الأحوال… والأحوال هنا هو كل ما يقدمه المجتمع المغربي البطل، في هذه اللحظة الحاسمة الملحمية المعبرة عن لحمة مجتمع متضامن بطبعه، والذي يعرفها القاصي والداني منذ القدم، فالتضامن والتكافل عند المغربي فطري يولد معه ويترعرع وسطه، لينمو كالسنبلة المسقية المليئة المنحنية المتواضعة المتربية على فعل الخير والعمل الجماعي والتضامني.
إن تلاحم المجتمع الذي عبر عنه رجال ونساء وشباب وشيوخ لحدود الساعة ما هو إلا بداية الاستعداد تطوعي ذاتي نابع من القلب وخالص لوجه الله، وما مساهمات رجال ونساء الوطن الأوفياء معية قائدهم وقائدنا الملك محمد السادس إلا دليل على قاطع على ما يكنه المغاربة من حب لبعضهم، فلا يمكن السماح بأن يبقى مغربي أو مغربية لوحدهم إلا وستكون قيم التضامن حاضرة ظاهرة بارزة المعالم، فالكل متجند لمواجهة أي ظرف، والكل واضعا نفسه في سبيل شعارنا الخالد.. الله رب العزة، والوطن الحضن الدافئ، والملك ولي أمرنا.
تتعدد المشاهد التضامنية بالنسخة المغربية، ولا تزال هذه الصور تتجسد كل يوم من هذا الظرف الطارئ، فكل على قدرته، وكل على قدره، وتتواصل هذه الحملة بكل تجرد وبكل صدق واستجابة للتعليمات الصادرة من سلطات تأبى عيونها أن تنام أو يغمض لها جفن حتى نصل للمراد جميعا، فمزيدا من التعبئة، ومزيدا من الانخراط الشامل لكل المواطنين، وكلنا أمل أخي المغربي وأختي المغربية بأن نرسخ للعالم أن تمغربيت هي وعي وثقافة وسلوك راسخ منذ التاريخ في مكنونة ووجدان هذا الوطن الذي تجمعنا فيه قيم أصيلة متجدرة تنهل من الدين والثقافة والتقاليد العريقة نلمسها داخل عوائلنا وأسرنا وقبائلنا.
المسؤولية اليوم مشتركة والمصير واحد، فالالتزام الالتزام، بالتعليمات والتوجيهات التي توجهها السلطات، بغية الوصول إلى بر الأمان أمام هذا الامتحان، فبقاءك اليوم في البيت تضامن، ومساهمتك في عدم نشر أخبار زائفة تضامن، وتطوعك تضامن، وصبرك واحتسابك تضامن وتعاون… فنطلب من الله العلي القدير بأن يعزنا وينجينا وأن يرحمنا من هذا الوباء والابتلاء آمين.
قيم التضامن / قيم مغربية
عبدالرزاق الزرايدي بن بليوط / رئيس مجموعة رؤى ڤيزيون الاستراتيجية