يشكل القطب المالي الدار البيضاء (CFC) حيا ماليا واقتصاديا ذا بعد إقليمي، شُيد في موقع مطار آنفا القديم في قلب مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، وهو مهيأ لاستقبال مقار البنوك المغربية والدولية والشركات المتعددة الجنسية والمؤسسات الاستثمارية والمالية العالمية المهتمة على الخصوص بالتعامل مع القارة الأفريقية.
ويؤوي القطب المالي للدار البيضاء حاليا مقار 155 شركة من 50 دولة، من بينها 62 في المائة من أوروبا، و17 في المائة من أميركا، و7 في المائة من الشرق الأوسط، و6 في المائة من أفريقيا، و5 في المائة من آسيا.
ويطمح القطب المالي للدار البيضاء إلى لعب دور إقليمي كنافذة مالية لأفريقيا على الأسواق العالمية.
في هذا السياق، فإن 78 في المائة من الاستثمارات المغربية في أفريقيا أنجزت عن طريق شركات مقيمة في القطب المالي للدار البيضاء.
وفي إطار سعي هذا القطب المالي لتعزيز إشعاعه الدولي كجسر بين القارات، أطلق خلال من العام 2018 الشبكة الدولية للأسواق المالية الخضراء والتمويل المستدام، والتي أصبحت تضم من بين أعضائها هونغ كونغ وميلانو ولندن ولوكسمبورغ وباريس وفرانكفورت وجنيف وتورونتو وزيوريخ. وصنف القطب المالي للدار البيضاء في المرتبة 22 عالميا والأولى أفريقيا ضمن مؤشر المراكز المالية في العالم.
يقول محللون إن التطور الكبير الذي حققه المركز المالي في الدار البيضاء، يعد حجر الزاوية في مشاريع التنمية الشاملة التي يشهدها المغرب. كما أن المركز أصبح بوابة مالية أساسية لتمويل مشاريع التنمية في قارة أفريقيا.
شهد المركز المالي في الدار البيضاء ثورة واسعة خلال السنوات الماضية، استندت إلى إصلاحات واسعة في التشريعات الاقتصادية والمالية، جعلت منه قبلة للمؤسسات المالية العالمية التي افتتحت مكاتب لها، للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة والامتيازات التي يقدمها.
ويعد المركز في العاصمة الاقتصادية للمغرب من أكبر وأبرز المراكز المالية في أفريقيا وأصبح منافسا للمراكز العالمية كبوابة لتمويل الاستثمارات ومشاريع التنمية، خاصة في منطقة الساحل وغرب ووسط أفريقيا.
ويشير تقرير المؤشر في تقييمه إلى توقعات متفائلة بشأن مستقبل المركز المالي للدار البيضاء، مستندا إلى معايير الاستقرار والحوكمة والبنية التحتية والربط مع النظام المالي العالمي.