تعرضت القناة الألمانية العامة “إي آر دي” لانتقادات حادة، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بعدما استضافت خلال أهم برنامج سياسي بالبلاد منقبة مؤيدة للجهاديين الذين يتجهون للقتال في سوريا.
وتناول البرنامج الأسبوعي، مساء الأحد، مسألة اعتناق التطرف في أوساط الشباب، وكان من بين الضيوف الخمسة نورا ايللي المنقبة الممثلة لمجموعة تسمى “اللجنة المركزية الإسلامية في سويسرا”.
وقالت المرأة التي أثنت على “التنوع في الإسلام”، إن الجهاديين الذين يتوجهون للقتال في سوريا يستحقون المديح على “شجاعتهم المدنية”.
وأضافت، على سبيل المثال، أن “شابة عزلها المجتمع يمكن أن تشكل لها سوريا ما يشبه أرض الميعاد، أو المخرج الوحيد”، ما أثار انتقادات سائر الضيوف والمشاهدين على مواقع التواصل.
وقال أحمد منصور، الخبير في شؤون الإسلام وضيف الحلقة مع والد فتاة انضمت إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأحد أئمة المساجد، وسياسي من “الاتحاد المسيحي الديمقراطي”: “هذه دعاية. لا يمكن أن نقول هذا على شاشة التلفزيون العام”.
وعلق بيتر تاوبر، الأمين العام لـ”الاتحاد المسيحي الديمقراطي” الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، هازئاً: “إذا قدمت امرأة منقبة، بوصفها مدافعة عن حقوق النساء، في برنامج تلفزيوني عام، فإنني أخشى أن يتم قريباً تقديم الأسد بوصفه متخصصاً في حقوق الإنسان!”.
وعلى تويتر، كانت المسألة بين الأكثر تداولاً في ألمانيا؛ إذ كتب المستخدم جاكوب سنتور: “ضيفة في برنامج سياسي تشجع على الجهاد بالتلفزيون العام وأنا أدفع ضريبة من أجل هذا. إنه لأمر محزن!”.
وقال النائب عن حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي سيباستيان شتاينيك، إن “تمكين شخص من الدفاع عن الإسلام المتطرف من على هذا المنبر أمر خطير”.
ودافعت القناة، الإثنين، عن البرنامج بقولها، إن “الرأي المثير للجدل للسيدة ايللي كان موضع نقاش حاد”، مشيرة إلى أن الضيوف اختيروا للحصول على مثل “هذه المواجهة الضرورية”.
وتفيد أرقام الاستخبارات الداخلية الألمانية، التي نشرت في مايو/أيار، بأن 820 جهادياً غادروا ألمانيا إلى سوريا والعراق، وأن ثلثهم عاد، وقُتل 140 منهم. ومن ثم، يتوقع أن 420 منهم لا يزالون في سوريا أو العراق.