بقلم : دلال ميني
رغم أنه من المفروض بكم أنكم تابعتم بتركيز و استوعبتم مقاصد خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح السنة التشريعية، اذكركم أن خطاب جلالته استهل بما يلي:
“نفتتح هذه السنة التشريعية، في ظروف استثنائية، وبصيغة مختلفة.
فهي مليئة بالتحديات، خاصة في ظل آثار الأزمة الصحية، التي يعرفها المغرب والعالم.
كما أن هذه السنة، هي الأخيرة في الولاية التشريعية الحالية، حيث تتطلب منكم المزيد من الجهود، لاستكمال مهامكم في أحسن الظروف، واستحضار حصيلة عملكم، التي ستقدمونها للناخبين.”
المقصود سيدي نائب الأمة هو أننا في مرحلة جد صعبة الأجدر بكم خلالها أن تجتهدوا لتجاوز التحديات و أن تقدموا حصيلتكم للمواطن الذي وثق بوعودكم، و ليس الصراخ و ضرب الطاولات في قبة مؤسسة دستورية دفاعا عن مصالحكم الضيقة. أذكركم سيدي أن الهدف من وصولكم للبرلمان هو خدمة المواطنات و المواطنين و الدفاع عن مصالحهم لمدة معينة و ليس لكي تصبحوا قدرا يستنزف أموال الشعب إلى الأبد حتى و لو لم تتركوا ما تشكرون عليه خلال ولايتكم.
بكل دهاء تسمحون لأنفسكم بمقارنات لا مجال فيها للمقارنة. عار عليكم استحضار الوظيفة العمومية كمثال، الموظف يشتغل لعقود و يساهم في صندوق التقاعد لسنوات طويلة و يبقى تحت رحمتكم ليحصل على حقوقه المشروعة و المتفق عليها في كل دول العالم. هل استماتتكم في الوصول لمناصب المسؤولية هو فقط ضمان وضعية مريحة و دائمة؟ هل سقطت الأقنعة و طفت الأنانية ؟ أي وقاحة هاته التي سمحت لكم أن “تناضلوا” لضمان رفاهكم في أزمة ملايين من أبناء الوطن فقدوا مصدر رزقهم و أصبح المستقبل مخيفا مظلما في عيونهم؟ دون أن ننسى أنكم كنتم أول المدافعين عن سياسة التقشف لترك المواطن يواجه هشاشة اقتصادية لا سابق لها لولا إرادة ملكية صامدة لدعم الاستثمار و تحريك عجلة الاقتصاد.
هجومكم بل و مناداتكم للتصدي لكل رأي منتقد لحصيلتكم هو في الحقيقة جبن سياسي لم نشهد مثله و ضرب عرض الحائط لأسس الديمقراطية الحقة! قبل مساءلتكم لمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي تحلوا بالشجاعة و المسؤولية و سائلوا أنفسكم عن ما قدمتم و إن كانت اتهاماتكم للمدونين بتلقي مقابل لانتقادكم بحجة و دليل فماذا تنتظرون لتحريك المتابعات في حقهم أم هي فقط مناوراتكم سياسية ؟!! لعلمكم سيدي سئمنا من خطاب المظلومية التنصل من المسؤولية.
مداخلتكم -من حيث الشكل و المضمون- تجسيد دقيق للشعبوية التي تدعون محاربتها و أنتم غارقون فيها بخطابكم الرديء. ممارساتكم و عجزكم عن التسيير الجيد هي الأصل في تشويه العمل السياسي رغم كل الشعارات المثالية التي جعلتكم تحصلون على شرعية لستم أهلا لها للاسف.
لا شك عندي أنكم سيدي لن تخدموا وطنكم دون مقابل و لكن يا ليتكم اكتفيتم بمستحقاتكم و قمتم بدوركم بأمانة و مسؤولية.
مع أسفي الشديد…