هذا مسار أوجار المتميز الذي حق للمغرب في عالم السياسة والديبلوماسية
لا يمكن وأنت تتحدث عن المسار الحافل والمتميز محمد أوجار الكفاءة والقيادة التجمعية الفذة، من دون أن تنبهر بتاريخ مناضل سياسي متالق، ورجل إعلام فصيح، وديبلوماسي متمرس، فوسط سيرة هذا الرجل العظيم، تتجلى لك كل معاني الطموح المتفرد، لرجل بصم حياته، بمحطات نضال سياسي وعلمي وأكاديمي وإعلامي وحقوقي، أهله لتقلد مناصب عليا، ويحظى بمكانة عظيمة داخل قمرة قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، فالرجل يجر وراءه شرف التأسيس، والنضال إلى جانب سي أحمد عصمان، أيقونة الأحرار، والرجل الوطني والزعيم الكبير.
محمد أوجار، كان قريبا جدا من صالونات السياسة، وكان فاعلا فيها، دائم الحكمة، وفصيح الكلام، فرض احترامه وتقديره في قلوب المغاربة جميعا، عند الخصوم قبل الأصدقاء، حضي بثقة ملوك المغرب وسياسيي الدولة ورجالاتها الأفذاذ، بداءا من تعيينه من طرف الراحل الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، سنة 1998، وزيرا لحقوق الإنسان، في حكومة الراحل عبدالرحمان اليوسفي، القامة المغربية الكبيرة، وبعدها حظوه مجددا بالثقة الملولوية، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، حين عينه من جديد في ذات المنصب الحكومي، في حكومة إدريس جطو.
إنك وأنت تلتقي محمد أوجار باعتباره كفاءة وطنية، شرف بلادنا، بتقلده للعديد من المناصب الديبلوماسية، سواء تقلده مؤخرا لمنصب رئيس البعثة المستقلة لتقصي الحقائق بشأن ليبيا، أو قبلها حين عينه جلالة الملك نصره الله، سفير المغرب المعتمد لدى الأمم المتحدة في جنيف، إلا أن تكون سعيدا ومتشرفا بهذا المسار، لأنك عرفت رجل كله حيوية وفعالية، وطموح لخدمة المصالح العليا لبلادنا.
محمد أوجار، رجل حقوقي، مهووس بتحقيق قضايا العدالة الاجتماعية، مسار أهله لكي يعينه الملك محمد السادس ايده الله، وزيرا للعدل، فالرجل لا يكل أو يمل للنهوض بقضايا الحق والقانون، فهو يجر وراءه مشوارا مهنيا وسياسيا، حافلا، منذ مطلع بداية الثمانينات من القرن الماضي، حين كان يقطن بمدينة وجدة، يومها قرر إصدار جريدة محلية كانت تسمى “الأسبوع الشرقي”، تناولت قضايا وأخبار محلية في عاصمة المغرب الشرقي، وقبلها، نضاله السياسي كطالب في جامعة محمد الأول بوجدة، الذي اعتقل على إثره في الأحداث التي عرفتها الجامعة المغربية في تلك الفترة بحكم نشاطه في الإتحاد الوطني لطلبة المفرب “أوطيم”، وبعد أن قضى مدة غير قصيرة في السجن المدني بوجدة، خرج ليدخل غمار مهنة المتاعب.
محمد أوجار، شاب ريفي، ينحدر من مدينة الحسيمة، واستقر في مدينة وجدة مروراً بمحطة ليست بالقصيرة ببلدة أحفير بحكم أنه كان دائم التنقل مع والده الذي كان جنديا في صفوف الجيش، وبسبب دراسته الجامعية في مدينة وجدة، سيلتقي في متتصف الثمانينات، بسي أحمد عصمان الوزير الأول آنذاك، والذي كان مؤسسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، في إحدى زياراته الحزبية لمدينة وجدة، ليطلب منه سي عصمان، الإلتحاق بصحافة حزبه التي كانت تعد من بين أهم اليوميات الوطنية الحزبية، صحافي بيومية الميثاق الوطني، التي اشتغل بها صحافيا ثم مسؤولا على قسم، قبل أن يصبح في وقت لاحق بسبب نباهته وذكاءه رئيسا للتحرير، فاستطاع محمد أوجار، أن يحظى بثقة سي أحمد عصمان.
لم يكن محمد أوجار، يفارق سي عصمان في حله وترحاله وتنقلاته وسفرياته الرسمية والحزبية. فقد كان مستشاره المقرب.
تقلد محمد أوجار، مهام حزبية داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، وبعد تكليف الملك الراحل الحسن الثاني زعيم الاتحاديين، سي عبد الرحمن اليوسفي بتشكيل حكومة التناوب، تم إقتراح محمد أوجار من طرف أحمد عصمان وزيرا مكلفاً بحقوق الإنسان وهو ماتم فعلاً لولايتين، قبل أن يعينه الملك محمد السادس عضوا في مجلس حكماء الهاكا، المجلس الأعلى للسمعي البصري في الرباط إلى أن عين سفيرا معتمدا في الأمم المتحدة بجنيف ليعود إلى الحكومة، ويعين وزيرالعدل خلفا لمصطفى الرميد، قبل أن يتقلد أخيرا منصب رئيس البعثة المستقلة لتقصي الحقائق بشأن ليبيا.
محمد أوجار مثال وقدوة لكل المغاربة، ابن الشعب، حفر مساره بيديه، ونحت الصخر، بكفاحه وطموحه ونباهته، ونضاله السياسي، حق له أن يكون واحد من مؤسسي حزب التجمع الوطني للأحرار، وحق له بجدارة واستحقاق أن يحظى بأعلى المناصب الحكومية والديبلوماسية، يعجز اللسان عن ذكر كل مناقب هذا الرجل الفذ، وفقه الله لخدمة الوطن والملك، والمصالح العليا للبلاد.
عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط ، رئيس مجموعة رؤى فيزيون الإستراتيجية