ذكر الموقع الإلكتروني الإخباري الجزائري ( TSA) الذي يوجد مقره الإجتماعي بالجزائر العاصمة، أن الجزائر و المغرب و وتونس كانت من بين أكثر خمس وجهات خارج الإتحاد الأوروبي، التي بيعت تذاكر السفر إليها في شهر ماي الجاري ، وذلك حسب احصائيات وبيانات جهة فرنسية مختصة بالأسفار ، مز دون أن يحدد الموقع هذه الجهة بالضبط .
في الحقيقة، لم نستغرب – نحن المغاربة – من هذه الأكاذيب من قبل إعلام جزائري ، عودنا مرارا أن ينشر معلومات عن معجزات وإنجازات تحققها بلاده، و لا أساس لها من الصحة ، ولكي يخدع المتابع ويدفعه لتصديق ما يذيعه من مغالطات ، لا يتوانى دائما في نسبة المعلومة إلى جهات غربية يذكرها دون أن يتحمل عناء تحديدها ، وعندما يجتهد القارء ويبحث بطرقه الخاصة عن صحة ما ينشر ، يجده بعيدا كل البعد عن الواقع، مما يجعله يقتنع أن الإعلام الجزائري إعلام غير مهني ويستحق جائزة النوبل في الكذب .
وبمجرد قراءتي لهذا الخبر الفرانكفوني ، واستعانة ناشره بصورة مسجد مغربي مراكشي، وبنايات مدينتنا الحمراء ، تبين لي أن الأمر لا يعدو أن يكون أكثر من إعلان سياحي جزائري ، موجه للسياح الناطقين باللغة الفرنسية، لعلهم يلتفتون لإسم دولة فاشلة في السياحة إسمها الجزائر ، ويدفعهم فضولهم للتعرف عليها واكتشاف معالمها و زيارتها ، ..الخبر جاء كما تعودنا دائما ، بلا تحديد الجهة الفرنسية المنسوب إليها ، لكنه بالنسبة لنا نحن المغاربة ، حتى وإن كان الخبر صحيحا ، ونشرته فعلا جهة فرنسية مختصة بالأسفار، وذكر إسمها ، فإنه بمجرد قراءة إقحام الجزائر ومقارنتها بالمغرب وتونس في مجال السياحة ، نتيقن بأن من نشر الخبر أو المعلومة ، ما هي إلا جهة ارتزاقية و فاقدة لكل المصداقية، وقامت بذلك مقابل مال مدفوع مسبقا ، بهدف إنعاش السياحة الجزائرية الميؤوس منها ،و نفخ الروح في جثة سياحة جزائرية ميتة و متحللة ومتعفنة ، قرئت الفاتحة على روحها ، ووري الثرى جثمانها منذ أكثر من ستين سنة ، بعدما تركت فرنسا الجزائر بين يدي كبراناتها ليقرروا مصيرها .
وإنني أتساءل، ماهو الشيء المتميز في الجزائر الذي سيشجع السائح الأجنبي على القدوم إليها؟ هل بسبب إغلاق منافذ البلاد من قبل الكابرانات للتفرد بثرواتها ؟ أم بسبب عرقلتهم للإستثمارات الأجنبية عن طريق الكوطا عليها وإلزامهم بإدخال شركاء نافذين ريعيين في الأرباح دون وجه حق ؟ أم هو بفرضهم الفيزا على كل من يفكر بزيارة الفردوس المسماة بالجزائر ؟ أم بسبب إغلاقهم لحدود بلادهم العدائي مع كل دول الجوار ؟ أم بسبب الأوساخ والأزبال المنتشرة في مدنهم ؟ أم بسبب الطوابير التي أصبح المواطن الجزائري يشد الرحال إليها لاقتناء أساسيات
معيشته ؟ أم بسبب الخصاص الدائم في موادها الاستهلاكية ؟ أم بسبب البنيات التحتية الهشة ؟ أم بسبب خلط الماء ببودرة الحليب الاصطناعي الذي تحدث عنها رئيسهم لبلنكن ؟ أم بسبب أطباق لحوم الحمير المستوردة لإطعام المواطنين ولإكرام الضيف الزائر ؟ أم بسبب ثقافة الكرم وحسن الضيافة والترحاب التي تنعدم في هذا البلد ؟ أم بسبب الطبخ الجزائري ذي الوصفات و المكونات الفوضوية التي تنتج خليطا يصلح لكل شيء ما عدا الإستهلاك البشري ؟ أم بسبب الوصفات المسروقة من دول الجوار والتي تشوه سمعتها بعد الفشل في تحضيرها ؟
أرجوا أن لا يضع الإعلام الجزائري إسم المغرب مرة أخرى إلى جانب الجزائر ، لأنه بقدر ما يشرف إسم المغرب الجزائر في المقارنة ويرفعها إلى مستوى لا تستحقه، وتسيء للمغرب وتحط من قدره، و تنزعه من مكانه الطبيعي الذي يقارع فيه العمالقة ، ويجعله يقارن بالأقزام كبلاد الكابرانات .