أسبوع انقضى على زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى ايطاليا، وذلك في إطار رسم تحالفات استارتيجية جديدة بعدما شهدت دول المنطقة المتوسطية إعادة ترتيب للأولويات في سياستها الخارجية، بزرت بشكل ملفت أصوات من داخل البرلمان تطالب بلادها باتباع ذات الطريق الذي سلكته اسبانيا وألمانيا في الدعم العلني للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وكشف البرلمانيان الإيطاليان ماركو دي مايو وأورانيا باباثيو، عن إحداث مجموعة برلمانية لدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وذلك بمبادرة من عدة نواب وأعضاء مجلس الشيوخ المنتمين لمختلف المجموعات السياسية الإيطالية.
وأوضحت تقارير إعلامية أن البرلمانيان قاما بالاستجابة لدعوة مجلس الأمن والمجتمع الدولي، ناقلين عنهم تصريحاتهم بأن “ المملكة أطلقت دينامية إيجابية من خلال مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، المدعوم من طرف بلدان إفريقية، عربية، آسيوية وأمريكية مختلفة”.
وقالا إن “هدفنا يتمثل في تعزيز جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي، براغماتي وقابل للتطبيق، يقوم على التوافق”، مسجلين أن “العديد من الدول الأوروبية تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي يعد الحل الأكثر جدية ومصداقية من أجل وضع حد لهذا النزاع”، مشددين على أن إيطاليا تأخذ بعين الاعتبار جهود المغرب الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي عادل، كما صرح بذلك وزير الشؤون الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، خلال زيارته الأخيرة للمغرب”، مشيرين إلى أن “عمل هذه المجموعة، المنبثقة عن توجه إيجابي واستباقي، يندرج ضمن هذا المنظور.
وكانت إيطاليا قد أشادت في إعلان الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد الموقعة مع المغرب بـ”الجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب بهدف تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية”، مؤكدة دعمها “لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة المسار السياسي الرامي إلى التوصل إلى حلّ سياسي، عادل وواقعي وبراغماتي ودائم ومقبول من الأطراف لهذه القضية”.
في المقابل، يرى كثيرون أن معيار المصلحة أو البراغماتية هي المحدد الأساسي في العلاقات بين الدول وهو ما ينطبق على علاقة إيطاليا بالمغرب والجزائر على حد سواء، رغم وجود بعض المحطات التي تتطلب وضوح مواقف الدول وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالمصالح الحيوية للدول الأخرى، وهو ما يطالب به المغرب فيما يتعلق بسيادته على صحرائه وهو ما يحدد تعاطيه مع إيطاليا التي أكدت أنها ملتزمة بتعزيز التعاون مع المغرب على غرار دول أخرى مثل إسبانيا وألمانيا.