الله الله عليك يامغرب، لأنك فعلا أستاذ تقدم الدروس في كل شيء، تحية كبيرة مليئة بالإنصاف و التقدير مني لكل مسؤولينا الصالحين في السابق و حاليا على كل ما قدموه ، وما زالوا يقدمونه من أجل هذا الوطن ….صحيح أنني لا زلت أرى أشياء كثيرة يعتريها النقص في هذا البلد الحبيب ، ولا زال البعض من مواطنينا يعيشون في ظل التهميش والفقر، ولازال المغاربة يطالبون الحكومات -أيا كانت – أن تعالج المشاكل الكبرى التي تمسهم، كالتعليم والصحة والسكن وخلق فرص الشغل والغلاء والحكامة في صرف المال العام وغيرها ، لضمان العيش الكريم ، وهذا أمر لا ينكره إلا أعمى البصر و البصيرة .
لكنني ،… لكنني ،… لكنني …، لن أنكر وجود دولة مؤسساتية إسمها المغرب تتقدم، لن أنكر أن هناك مسؤولين أثبتوا جدارتهم في مختلف المناصب و الحقائب الوزارية التي تسلموا مسؤوليتها ، وأحبهم المغاربة وقدروهم ، على رأسهم رأس الدولة المغربية ، و صاحب الجلالة و المهابة حفظه الله ورعاه، ويكفيني هنا لأثبت قيمتهم وجدارتهم ، أن أقارن ما وصل إليه المغرب بعملهم الدؤوب ، وما وصل إليه البلد الجار بتهور و طيش مسؤوليه ، البلد الأخير الذي يكبر المغرب مساحة، ويوازيها سكانا، ويفوقها ثراء ، عندما أقارن حالة بلدي التي هو عليها ، ورخاء عيش أبناءه على الأقل من حيث الأكل والشرب وعمران المدن، وتجهيزاتها من موانيء وملاعب، ومصانع، وطرق، وسكك قطار سريع، وأسطول طائرات مدنية، وسلاسل أبناك ،وشركات، وفنادق ، ونظافة، وغيرها …، بحالة الجزائر الغنية من حيث الموارد الطبيعية ، والفقيرة جدا من حيث ماذكرت من بنى تحتية، ولما أرى طوابير شعبها اللامتناهية التي تضيع وقته اليومي، وتعيق عمله ، و أسمع رئيس الجزائر شخصيا ، لا يخجل من أن يصرح لوزير أمريكي بأنهم يخلطون لشعبهم الماء وبدرة الحليب ، وأقرأ أيضا أن مسؤوليها رخصوا تجارة لحوم الحمير، لسد الخصاص في اللحوم الصالحة للإستهلاك الآدمي، ثم ألتفت قليلا للتأمل في مداخيل دولة المغرب المتواضعة، التي أغلبها يأتي من عمل مستمر وفكر ومجهود جبار لأبناء البلد في كل القطاعات الصناعية ،والفلاحية ، و الخدماتية، وأقارنها بمداخيل الجيران الهائلة السهلة، والتي كلها تأتي دون تعب أو إعمال للفكر ، ما عدا حفر الأبار لإخراج ما في باطن أرض وبيعه ، ومن صادرات التمور التي هي الأخرى أوجدتها الطبيعة لا غير ، وكذلك عندما أراقب وأرى فيما تصرف أموال الدولة المغربية هنا على أرض الواقع ، وفيما تضيع أموال الجزائر هناك ، أعذروني لكي اقولها لكم بكل صراحة ، عندما أرى وأسمع وأقرأ ذلك، نعم أضحك رغما عني، ليس تشفيا في مصائب الدولة الجارة ، وما ابتلاها به الله من قلة الحيلة والكفاءة، ولكن لما أصبحت لدي قناعة لا تزعزع مع مرور الوقت بالتجارب التي راكتها ،بأن أي بحبوحة بترولية ستحصل عليها الجارة الجزائر، وما ستحققه من ثراء ، سيتم نهبه من قبل المسؤولين، والباقي سينفق إلى حد التخمة في التسلح ، لتهديد المغرب، وعلى الرشاوى لشراء المواقف السياسية، وذمم الدول لتبني كل ما فيه إضرار بالمغرب، ودليلي على ذلك ، أن الجزائر عايشت بحبوحة مالية لن تعود أبدا، أنفقت منها الجزائر ما يزيد على 500 مليار دولار، على معاكسة المغرب في استرجاع صحرائه منذ حوالي 47 سنة ، ولتعزله جنوبا عن إفريقيا كما عزلته شرقا بإقفال حدودها البرية والجوية، لكن النتيجة، النهائية ، كانت بأن المغرب إنتصر في كل هذه المعارك على جميع الأصعدة :
1) اقتصاديا : فالبرغم من تكبده لبعض الخسائر في الأرواح والأموال، إلا أنه ربح صحرائه التي بين يديه، ينعم بخيراتها من فسفاط ،وصيد بحري ، وسياحة ، وفلاحة،…..وطرق وغيرها ….بينما ربحت الجزائر مرتزقة يعيشون في خيام بالية عالة على مقدرات شعبها ، تطعمهم وتمولهم وتجهزهم وتنفق على مسؤوليهم وعملائهم بسخاوة .
2)- سياسيا : إعترفت القوة العظمى الأولى في العالم أمريكا بمغربية الصحراء،و حتى الدول العربية تسير على هذا النهج ، وكل الدول الكبرى بأوروبا كبريطانيا، وفرنسا ، وإسبانيا، وألمانيا وغيرها ، تقول بأنها مع مقترح الحكم الذاتي المغربي ، بينما بقية الدول تؤكد على أنها مع حل سلمي يرضي الطرفين معا ، بما معناه أنها ضد أي حل يفرض على المغرب، و أنه في جميع الحالات إذا لم يرضى أحد الطرفين سيبقى الحال على ماهو عليه ، وسيبقى المغرب في صحراءه ، والصحراء في مغربها .
3)- عسكريا : راهنت الجزائر على هذا الحل، وعولت عليه ، كثيرا ، وبالغت في التسلح من أجل تهديد المغرب وتخويفه بالحرب ، وجهزت البوليزاريو لكي تحقق بالسلاح ما فشلت في تحقيقه بالدبلوماسية والسياسة، بعدما رأت المغرب يتفوق عليها بانتزاع اعتراف الدول الكبرى كامريكا والدول العربية و باقي الدول ، وراهنت على قوة عدتها ، وعتادها، وما كدسته من أسلحه باهضة التكلفة والصيانة ، ثم بدأت تدفع أولا بالبوليزاريو لتهديد المغرب بالعودة للحرب، ولما لم ينفع ذلك في إخافة المغرب ، ومع رد الأخير على تحركاته بالمناطق العازلة بضربات قاتلة ، خرجت الجزائر من جحرها لتهدد المغرب مباشرة، بأنها هي من ستحاربه ،واجتمع مجلس الأمن الجزائري برئاسة تبون بحضرة كل القادة العسكريين ، ليعلنوا أنهم سيعاقبون المغرب، بعدما دافع عن أرضه وقتل مرتزقة فوق ترابها ، واتضح أن من بينهم جزائريي الجنسية، لكن بمجرد رؤية قادة الجزائر للمغرب يسارع لإبرام اتفاقيات التعاون الإستراتيجي العسكري مع إسرائيل، واقتناء تجهيزات حربية متطورة منها ، وتبادل الزيارات و الخبرات معها ، وأيضا حصوله على دعم وأسلحة من القوى العظمى الكبرى الأخرى ،حتى بدل شنقرحة فكرة مهاجمة المغرب، كما يبدل في العادة حفاظاته عند التبول،وغيرت الجزائر لهجة التهديد بالحرب التي راهنت عليها، بأن أصبحت تعوي فقط وتبكي إعلاميا، متهمة المغرب بتهديدها بإسرائيل، وبالتطبيع معها خذلانا للقضية الفلسطينية، وهكذا تراجعت الجزائر عن قرارها السابق بالهجوم على المغرب لضرب بنيته التحتية، التي لا تملك مثلها و تغيظها ، لكن الذي سرني و جعلني مرتاح البال أكثر بخصوص التفوق العسكري ، هو تسلم بلادنا مؤخرا أسطولا حربيا مكونا من 34 طائرة من نوع ميراج متطورة جدا ، هدية و هبة من دولة الإمارات العربية الشقيقة للدفاع عن وطنه، وبالمناسبة أرسلت فرنسا للمغرب هذه الأيام الأخيرة ، لأول مرة منذ عشر سنوات، ضباطها في الطيران العسكري ،ومهندسيها في المعلوميات العسكرية ، وفنيي الصواريخ وتقنيي الحرب، ليقوموا بتدريب الطيارين المغاربة على الطائرات الحربية الحديثة التي وهبتهم الإمارات العربية ، وكيفية استغلالها على أحسن وجه ، وبدأت هذة التدريبات والمناورات بالفعل مؤخرا انطلاقا من القاعدة الجوية لسيدي سليمان ، تحت مسمى مراطون 2022 ، الشيء الذي جعل الجزائر تنظر بقلق لفرنسا ، وتدعو لاجتماع قاداتها العسكريين تحت رئاسة تبون، وسيصدر قريبا احتجاج رسمي من الجزائر على فرنسا ، لتدريبها طياري المغرب ،ومدها إياه بخبرات ستجعله أقوى منها ، و يتفوق عليها عند نشوب أية حرب محتملة بين البلدين .
بالإضافة لذلك ، فأمريكا أيضا قادمة للمغرب في الشهر المقبل للقيام بمناورات عسكرية مع جيشه، وتدريبه على القتال وعلى كل الأسلحة الحديثة ، وأضيف أيضا أن المغرب بدأ مع اسرائيل تنفيذ تعاونهما العسكري على أرض الواقع ، وتصنيع الأسلحة الحربية بالمغرب ، وكل هذا يعني أن التفوق العسكري المغربي بالمنطقة قادم لا محالة ، وقريبا ستركع الجزائر رغما عن أنفها ، لتطيع سيدها التاريخي المعروف بالمغرب ، وتطرد إرهابيي الجزائر من تندوف ، وإلا ….وإلا سيدخل المغرب بنفسه لطردهم، وسيبقى هناك، ليس فقط لضمان عدم عودتهم ،ولكن لأنه سيذكر الجميع ويقنعهم ، بأن تلك الصحراء الشرقية كانت ضمن أراضيه التاريخية التي اغتصبتها فرنسا منه، ولا أحد سيستطيع إخراجه منها بعد ذلك ، أما الجزائر فستكون ضعيفة تحت رحمته وإن نطقت بالعكس ستصفع مرارا لكي تغلق فمها.