طلعت علينا وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية ذائعة المصداقية عالميا في الشأن الإعلامي بالعنوان التالي ” ليعي المغاربة أن العد العكسي لإنهيار المملكة قد بدأ ) .
لا أخفي عليكم قرائي الأعزاء هول صدمة الخبر على نفسيتي ، و أنا المغربي الذي على الأقل أؤمن عيشا كريما بالديار الألمانية، التي أحتمي بها بعيدا عن وطني الأم الذي سينهار قريبا ، فمابال وقع الصدمة عليكم أنتم الذين تستقرون بالمغرب، وليس لكم ملجأ سواه ، قرأت الخبر الجزائري وأنا أرتشف قهوتي الصباحية ، و وبيدي ، mille -feuilles
نعم كنت مندمجا في تناول مونيو كاساما الشهير، وفجأة توقف عندي كل شيء( الزمن… التفكير..) و أحمد الله أن القلب لم يتوقف، يا إلهي ((المملكة في طريق الانهيار!!! ))ماذا جرى وما الذي وقع ؟ فتابعت قراءة الخبر الجزائري الذي كان فعلا محل الثقة ، إذ إستشهد بشاهد من أهلنا بجسده فقط ، أما بالنسبة للروح والأفكار والعاطفة والقلب فلا . صحيح أنه مغربي لكنه معروف بكونه (يعيش، ويتمعش من…وعلى… وب… القضية الفلسطينية) ، بكل ما تحمله هذه الكلمات من معاني يمكن أن تقرأ بين سطورها ، وهذا السيد هو الفقيه العالم العلامة أحمد وايحمان، رئيس ما يسمى بالمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الرجل الذي لا يمكن أن تشاهده إلا وهو يلف حول عنقه وشاح السبوبة ، عفوا وشاح العمل، عفوا إن خانني التعبير للمرة التانية ، قلت وشاح النضال الفلسطيني، هذا الرجل خرج بمناسبة توقيع اتفاق تعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المغربية ووزارة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، ليحذرنا نحن مغاربة ويقول القولة التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية:” إن العد العكسي لإنهيار المملكة قد بدأ” ، وقال في نفس المناسبة وسع الله علمه ومعلوماته :” إن إسرائيل من هول القصف الصاروخي الفلسطيني الأخير عليها ، أصبحت تخطط للهروب من أرض فلسطين، لتستوطن المغرب، وهي منهمكة في تحقيق ذلك، وأن توقيع هذا الإتفاق بين الوزارتين ما هو إلا خطوة من الخطوات التي تتبعها إسرائيل لتنفيذ مخططها الجهنمي: الهروب من أرض فلسطين، والإنتقال للإ ستيطان بالمغرب، ولتنشأ فيه دولتها لتعيش هنا هانئة البال بدلا من فلسطين”!!!
السيد وايحمان رئيس المرصد الذي رصد لنا مخطط إسرائيل الجهنمي ضد المغرب، سبق له أن تقمص دور المفتي بإحدى اللقاءات التي نظمها بمدينة سلا ، وأفتى سماحته بأنه ينبغي أن يعرف المغاربة أن القضية الفلسطينية أولى وأهم من قضية الوحدة الوطنية المغربية ، لأن فلسطين بها القدس، كما سبق له ، أن أنكر على المغاربة اليهود الذين انتقلوا للعيش بإسرائيل ، أو الذين ولدوا بها، أنكر عليهم دون أي حق، أو خجل مغربيتهم، وأنكر عليهم حق العودة للمغرب، لأي غرض كان سواء أكان للسياحة أو الإستقرار ، لأنه جعل المغرب وحده له و لما تمليه عليه مخيلته ، أما اليهود المغاربة بإسرائيل فقد أصدر حكمه بتصنيفهم بكل وقاحة، ودون خجل بالصهاينة، لا أريد الإطالة في الحديث عن هذا الوايحمان الدي يعيش بيننا في المغرب بجسده ومشاكله فقط ..
ولا أدري ما الذي يدفعه ليضحي ، ويتحمل هذا العيش والقهر معنا ، وهو يظل ينتقد سياستنا؟ ، و لا أدري لماذا لا يذهب حتى الآن ليعيش بفلسطين، على الأقل لينجو بنفسه من تبعات انهيار المملكة المغربية الذي تنبأ به، أو ليدافع عن معشوقته فلسطين قولا وفعلا ، دفاعا حقيقيا بالسلاح على الأرض بظلا من الدفاع عنها من المغرب بالكلام والقيل والقال فقط، و بمقابل مادي ؟؟؟!!!
إذا كان من شيء يجب أن يستفيد منه النظام الجزائري من كلام المغربي وايحمان ، الذي كلف وكالته الرسمية بإعادة نشره لنا : فهو أن يأخذ منه العبرة وهو يراه مغربي، ويعيش في أرض المغرب ، ويخرج هنا و هناك بخرجات ضد سياسة دولة المغرب العليا، وينتقدها بشدة ..ومع ذلك لم يعامل معاملة المعارضة الجزائرية، بالتصفية الجسدية ، أو السجن ،أو في أحسن الأحوال النفي للعيش لاجئا بعيدا عن وطنه ، أما مضمون كلام هذا الوايحمان ، فإن أغلبية المغاربة عندما يسمعونه يطلبون من الله أن يرد إليه كامل قواه العقلية ..وأن يعلم أن لا قضية سياسية عند المغاربة تعلو عن شعارهم : الله ،الوطن ،الملك.