كلنا نحتفظ بذاكرتنا بصور لمشاهد تتكرر لأفلام، او مسلسلات رعب أجنبية ، التي يدخل فيها أحد الأشخاص لمبنى كبير وسط سكون مهول، ويبدأ بالصياح، هل من مجيب؟
Oh,oh , .il ya quelqu’un ici? ولا يتلقى السائل أي جواب، ويتوغل أكثر فأكثر في المبنى، ليبحث، بتوجس وخوف ، وسط صمت وسكون رهيبين، يزيدان المكان وحشة ورهبة، وفجأة يسمع أطيط لباب، يزيد المشهد رعبا، وملامح الشخص تتغير ، وحيرته تزداد ، ويتردد في الدخول وهو يتساءل عن مصدر هذا الأطيط، هل هو بفعل فاعل يتربص به ،أم بفعل ريح عادية …ويشد أبصارنا إليه أكثر ، ليدخلنا نعيش معه الدور في جو من الرعب والتوتر ، ونشعر ما يشعر به ونخاف من المفاجأة متله ، ذكرتكم بهذا المشهد الذي أنا متأكد من أنه سبق لكل منكم أن عاشه، ولحسن حظه عاشه في الافلام فقط ، وقد تتساءلون لماذا تذكرنا به الآن ؟
هذا المشهد تذكرته لأني أرى شعب الجزائر يعيشه يوميا مع نظامه،
نظامه الذيى يظهر أمامه مسؤولوه، يتنطعون في خطبهم ، بخرجاتهم البطولية، وتصريحاتهم المكيافيلية ، ووعودهم الكاذبة …لكن بمجرد أن يقع في البلاد أمرما ، يدفع هذا المواطن لممارسة حقه في المواطنة ، ويسأل عن عدم إنجاز الوعود الكاذبة، أو عن من المسؤول عن الضرر، أو المصيبة التي أصيب بها ، حتى يجد نفسه يعيش مشهد الرعب الذي ذكرتكم به في الأول ، ويكون جواب سؤاله صمت رهيب من الحكومة التي من المفروض أن تتحمل مسؤوليتها وتجيب، لكن المسكين لن يسمع جوابا على أسئلته غير أطيط الباب ، وإن أصر على سماع الجواب وتوغل في المبنى أكثر!!!؟ وهو يسأل هل هناك من مجيب ؟ هل يوجد أحد ليجيب ؟ ، سيرتعب أكثر وقد يتعرض للقتل ،أو الأدى ، أو يسجن، لتبقى أسئلة من المسؤول؟ ، ومن سيحاسب من؟ وماذا وقع؟ وأين الوعود ؟ دون جواب
ويضل الصمت رهيب… رهيب جدا ، لا يقطعه غير صوت أطيط أبواب مباني حكومة الجزائر، كلنا يتذكر الحريق المهول الذي أتى على أرواح الكثيرين من الجزائريين، والثروات الخاصة بالمواطنين ، والعامة المملوكة للدولة، و مساحات النباتات، والغابات ، وأنه في الوقت الذي كانت فيه الحكومة الجزائرية المسؤولة الأولى والأخيرة على تدبير الحريق ، وتخفيف وطأة أضراره على الجزائريين ، اكتفت بالوقوف تتفرج ، كأي مواطن جزائري عادي لا مسؤولية ولا حيلة له ، وهذا يعني أنها حكومة مهملة ، لم تتهيأ لمخاطر الحريق بما يكفي مثل الدول التي أقل منها مالا، وظهر ذلك جليا والعالم بأسره ضحك على منظرها وهي تستعمل وسائل إطفاء أصبحت بدائية بحكم التطور، وتتسول لجارتها تونس هليكوبترات غير مختصة ، لشحن الماء في اوعية كبيرة ، تعبأ وتفرغ على النيران المتهبة، بتقنية مشابهة لتقنية إطفاء حريق في حي شعبي (عمر سطل الماء وأفرغه على النار) التي يستعملها الناس البسطاء قليلي الحيلة والمال ، عندما شوهدت أيضا وهي تؤجر طائرات فرنسية وتنتظر دورها لعدة أيام والنيران مشتعلة ، لأن الطائرات المؤجرة كانت مشغولة في مهام أخرى ، عندما شوهدت وهي زاهدة ، ترفض عرض المغرب مساعدتها بطائرات كنادير مختصة في إطفاء النيران، جاهزة ،و موضوعة بأطقمها رهن إشارتها من باب الإحسان للجار لا غير، مفضلة ترك النيران تستعر على قبول مساعدة المغرب، وعندما كان يسألها المواطن الجزائري لماذا ؟ لا يسمع غير الصمت و أطيط الباب، إلى أن اهتدت لفكرة، وهي أن تلقي المسؤولية في إشعال النيران على المغرب بمساعدة الصهاينة، والماك، ورشاد ، وظنت أنها بذلك سترتاح ، لكن عندما لا حقها المواطن بسؤال ، كيف تمكن المغرب وإسرائيل و للماك، ورشاد ، من اختراق الجزائر و إشعال الحريق؟ ..لم يسمع من جواب غير أطيط الباب…ليفهم بذلك أنه يسألها عن أشياء تبدى له تسوؤها، تم يلود بالصمت ،
واليوم بعد مرور سنة عن هذه الحرائق ، بكل ما تسببت في من خسائر وأجهزت عليه من ثروات ، إندلعت هذه الأيام حرائق أخرى جديدة بالجزائر أواخر شهر ماي ، وكان الكل ينتظر تدخل طائرات الكنادير التي وعدت الجزائر بشراءها السنة الماضية، خصوصا وأن الجزائر اكتوت من شواء نيران الصيف الماضي ، لكن للأسف لا طائرة كنادير حلقت فوق هذه النيران حتى الآن…وقلت مع نفسي غير معقول، ودخلت للإطلاع على إستعدادات الحكومة الجزائرية لموسم الشواء الصيفي لسنة 2022، وذهلت لما قرأت التدابير الإحتياطية التي تعول عليها الجارة لإخماد نيرانها المقبلة ، وهي : إصدار قوانين بمنع المواطنين الجزائريين من ولوج الفضاءات الغابوية في فترة الصيف ، ابتداء من 31 ماي 2022 إلى 31 أكتوبر 2022 ، الجزائر تحرم مواطنيها من الاستمتاع والعمل بالغابات طيلة هذه المدة، وفرضت على القاطنين بهذه المناطق الغابوية عدم إشعال الفحم لأي غرض كان شواء، أو طبيخ أو غيره ، ومنعت أيضا إنتاجه ، أو بيعه ، وعلى من يضطر للدخول للغابات من أشخاص و جمعيات ،أن يحصلوا على إذن و تراخيص خاصة مسبقة من السلطات الولائية
أما بالنسبة لتعبئة التجهيزات ، فهي لا تزيد عن شاحنات صهاريج مياه ، وموظفي الوقاية المدنية ،دون أي طائرات كنادير، التي أصلا لم تشترها الجزائر، لتتجنب ما وقع لها السنة الماضية ، أرأيتم كيف تتصرف حكومة:
Est ce qu’il ya quelqu ici?
إستعدادا لموسم الشواء القادم ؟ الذي سيبدأ قريبا بالغابات، ليس بفعل البشر ، الذي حرمته من ولوج الغابات، ليهرب من الحرارة ويستمتع بضلالها الباردة ، ولكن بفعل حرائق مهولة ستشتعل تلقائيا بفعل ارتفاع درجات الحرارة المفرطة و الذي تعرفه الطبيعة موسم الصيف في كل العالم ،
وأكيد سيعيش المواطن الجزائري ما عاشه السنة الماضية، وسيضل يسأل الحكومة الغير مسؤولة نفس الأسئلة السابقة ، وستجيبه نفس الأجوبة، وتقول بانها ستطلب تأجير طائرات لإطفاء الحريق من أوروبا كالعادة ، وستعتقل مواطنين جزائريين سيخرقون منع الدخول للغابات، وسيعترفون بأنهم أشعلوا النيران بتحريض من الماك ،ورشاد والمغرب والصهاينة وإذا سأل المواطن أين طائرات الكنادير التي وعدته حكومته الصيف الماضي بشرائها ،أكيد لا جواب، لا جواب ،وسيسمع فقط أطيط الباب … وإن كنت أفضل أن تجيبه حكومته بجواب مقنع ،تقول له فيه مثلا، أنها فعلا عملت على شراء طائرات الكنادير كما وعدت ،ولكن في آخر لحظة، اكتشفت أنها طائرات تصنع من طرف شركات إسرائيلية، وبما أن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ،قررت إلغاء الصفقة ، أظن أن هذا الجواب سيكون مقنعا عند الجزائريين كما تعودنا ، وسيؤيدوا قرارها، وسيتيهون عن طرح السؤال الأهم وهو :
:Oh,oh , il ya quelqu’un ici?
: Est ce qu’il ya vraiment un gouvernement responsable ici ?