من أسوأ ما رأيت الأحد الأخير 12 يونيو 2022، فيديو للسيد عبد الإله بنكيران بمدينة وجدة ، وهو يستغل قربه الجغرافي ، من دولة الكابرانات، بمناسبة تنظيمه لنشاط حزبي، ليوجه خطابا وديا ، وكما هائلا من باقات الود ، والورود للجيران ، ليطلب منهم الصلح، وهو يذكرهم بإيجاز بالماضي المشترك بيننا وبينهم، وبأننا إخوة، وأنه حسب تعبيره : المغربي والجزائري يتشابهان في كل شيء ، شكلا ،ومضمونا، ويذكرهم كيف ضحى المغاربة وحاربوا فرنسا دفاعا عن الجزائر، حتى تسبب ذلك في استعمار بلادهم هي الأخرى من نفس المستعمر ، وكيف استقبل المغاربة الجزائريين كلاجئين ليعيشوا بينهم ، وكأنهم في بلدهم ، وأدلى بشهادته الخاصة التي عايش فيها الطفل عبد الإله بنكيران ، جيران جزائريين ، وتذكر جارتهم الجزائرية التي كان يلقبها المغاربة بالواسطية، وكيف كانت تدخل بيوت جيرانها متى شاءت ، كواحدة من أفراد أسرهم، لدرجة كان معها كل أطفال الحي ومنهم بنكيران، يعتبرونها امهم التانية ، وكيف كانت تعلق على صدرها ميدالية بها صورة للملك محمد الخامس رحمه الله، اعتزازا منها وفخرا به وبكل ما فعله لنصرة قضيتهم ، ذلك الملك الذي رفض اقتراح فرنسا بأن تمكنه من استقلال صحراء بلاده الشرقية التي احتفضت بها بعد استقلال المغرب ، نظير فقط تعهده لها بتخليه نهائيا عن دعم جيش تحرير الجزائر الذي يطالب باستقلالها ، لكنه رفض ذلك ، وأرجأ أمر استرجاع ما تبقى من أراضي صحراء بلاده الشرقية بين يدي فرنسا، وترسيم حدود المغرب النهائية ، إلى أن تستقل الجزائر، ليقوم بذلك مع الجزائريين أصحاب الشأن والحق بعد أن يفرج الله كربتهم ، لكن بعدما استقلت الجزائر رفض قادتها إرجاع أرض المغرب للمغرب ،وقال بنكيران للجزائريين معلقا على رفضهم إرجاع أرض المغرب ، لايهم، ان تكون هذه الأرض عندنا، أو عندكم، فنحن إخوة ، وطلب بنكيران من مسؤولي الجزائر أن يلعنوا الشيطان، وذكرهم بقول صاحب الجلالة لهم في خطابه، أن الشر لن يأتيهم أبدا من المغرب ، وقال بنكيران أيضا حتى ولو حدث ووقع ظلم بيننا وبينكم ، هنا أو هناك أيام الحسن الثاني وبومدين، فتلك أمة قد خلت، والله أمر بإصلاح ذات البين، وخاطب فيهم العقل والمنطق وهو يقول، كيف تقبلوا أن تكون للجزائر صحراء كبيرة، ويحرم جارها المغرب من صحرائه التي كانت دائما تابعة له ، كيف تقبلون أن تقتطعوا جزء من المغرب، لتجعلوا فيه دولة يقطنها مائة ألف نسمة، بهدف الوصول للمحيط الأطلسي ، ولم ينس بنكيران أن يذكرهم بوضعه الإعتباري كرئيس حكومة سابق، وبأنه له اتصالاته، ويعلم خبايا الأمور ، وأن يؤكد أن لا أحد طلب منه أن يقول هذا الكلام اليوم ، وأن هذا الكلام نابع من قلبه، فقط ، وحرصه على إصلاح الأمر ما بين المغرب والجزائر ، لما فيه خير للجميع ، وقال صحيح قد تكون هناك مناوشات بين شعبين شقيقين ، وأن يكون الكسكس مغربي او جزائري، او يكون القفطان لنا أو لكم، لا يهم ،وإن أردتم حتى البلغات الرجالية والشرابيل النسائية نبعثها لكم ، وحتى البسطيلة التي هي ملك لنا، خدوها إن أردتم، وهذا هو ملخص ما جاء على لسان أخونا عبد الإله بنكيران ، وهذا هو الفيديو الذي اثار حفيظتي، واستفز غضبي الشديد ، ومباشرة بعد مشاهدتي لما قال بنكيران ، انزويت و كتبت مقالا لاذعا ،كانت لهجته وعباراته قاسية جدا تلوم بنكيران لوما شديدا ، ردا على ما سمعت منه، وكنت أنوي نشره على صفحاتي ، لكن ما إن هدأت نفسيتي ، حتى تراجعت عن نشر ذلك المقال الذي ضل حبيس أوراق دفتري، وعوضته اليوم بهذا المقال الذي هو ألين وألطف من سابقه نبرة ، و حدة ، وأردت عبره فقط توجيه رسالة لعبد الإله بنكيران ، وأيضا لكل سياسي مغربي يحب بلده وشعبه وملكه ، لأقول لهم ،إتقوا الله فينا، عندما تتحدثون عن بلدنا مع هؤلاء ماهكذا تورد الابل ،إسمع سيدي المحترم :
لقد تتبعت عبر الأنترنيت رسائلك التي وجهتها للجيران الجزائريين يوم 12 يونيو من مدينة وجدة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلماتك كانت راقية ، و خطابك جميل و يحمل بين طياته كرم ونبل أخلاق المغاربة ، الممزوج بالنكهة الدينية التي توصي بما يجب أن تكون عليه أخلاق المسلم السوي، اتجاه أخيه او جاره المسلم في المعاملة، لكن في نفس الوقت إسمح لي أن ألومك، وأنا ادرك مدى الخبرة والحنكة السياسية التي راكمتها ، و أقول لك أنك في نظري لم تكن موفقا بالمرة في ما تفوهت به، لأنك لم تنتبه للعنوان الذي وجهت له خطابك ، ولأن المغاربة يعرفون أنك أذكى من أن تخفى على نباهتك وفطنتك، ماهية ،وطينة ، و طبيعة المسؤولين الجزائريين،وأنهم أناس من كوكب آخر، لا يمت لعالمنا بصلة ، طلبت منهم لعن الشيطان وتناسيت أنك تخاطب الشياطين أنفسهم ، أتعبت نفسك في تذكيرهم بالأحداث التاريخية ،وشرحت لهم تضحيات المغاربة من أجلهم ، ولم تنتبه ،او تأخذ بعين الإعتبار ، أعمارهم، فسن قوجيل رئيس مجلس أمتهم الذي تجاوز التسعين من العمر ، والذي يعلم أن عزرائيل واقف قرب باب حياته مادا يده ليقبضها ، ومع ذلك يتلفظ ببداءات واتهامات ضد المغرب والمغاربة، يندى لها الجبين، شنقريحة ذا السبعة والسبعين سنة، تبون كذلك صاحب السبعة والسبعين ربيعا، العمامرة المعمر سنا وإسما ، صاحب السبعين سنة هذا إذا افترضنا جدلا أن سن هؤلاء المنشور رسميا صحيح وغير مزور ،وأشك في ذلك ، هؤلاء ومن يشاركهم في حكم الجزائر لا يحتاجونك يا بنكيران، لتذكرهم انت الذي مقارنة بسنهم مجرد شاب صغير رغم سنك الكبير ، لا يحتاجونك، لتذكرهم بالتاريخ ،لأنهم هم التاريخ السيء للجزائر بلحمه وشحمه، هم ماضيها وحاضرها ومستقبلها ، ويعلمون كل شيء، بل عاشوه بسنهم الكبير بوقائعه الصحيحة كما هي ،لكنهم ينكرون ذلك ، وكان عليك يا بنكيران أن تأخذ العبرة من ردة فعلهم ، على مد يد ملك البلاد لهم، ودفعه باللتي أحسن معهم ، وقد رأيت كيف اتهموا المغرب الذي عرض عليهم طائراته لإطفاء الحرائق، بدون خجل، بأنه هو من أشعل الحرائق، وتآمر عليهم، رأيت كيف قطعوا العلاقات ، وأغلقوا الحدود والأجواء ، وأوقفوا العمل بأنبوب الغاز المار بالمغرب، أخطأت يا بنكيران العنوان عندما طرقت بابا لكهف مغلق مهجور، منذ القدم ، وتنتظر الجواب!! ،أخطأت عندما قلت لهم أن المغربي يتشابه مع الجزائري شكلا ومضمونا ، وأنا إن أوافقك الرأي بأن هناك تشابه من حيث الشكل، بيننا وبينهم، لكن من حيث المضون لا علاقة ولا شبه بيننا وبينهم، لأن المغاربة كرماء ،ولم يتعودوا على عض الايادي التي تمد لهم بالخير أبدا ، أخطأت أيضا عندما قلت أن أرض الصحراء الشرقية عندنا او عندهم لا يهم فنحن إخوة، لا يا سيدي المغاربة ليسوا إخوانا لمن يسرق أرضهم ، نحن لا نآخي اللصوص المعتدين ، وأيضا لم توفق يا بنكيران عندما قلت لهم لا يهم ان يكون الكسكس و القفطان مغربيان أو جزائريان، وعرضت عليهم أخذ البلغات والشرابيل ،إن أرادوا ، وكذلك البسطيلة ، أولا ليس من حقك أن تعطي ما لا تملك ، انت كمواطن مغربي يجب أن تعلم أن تراثك ليس للمساومة ولا للبيع او الشراء، قد يشتروا السلع والبضائع، لكن لن يشتروا العلامات المسجلة باسم جداتنا وأجدادنا أبدا ، ثروات المغرب و تراثه وثقافته ، لن يباعوا او يسلموا أو ينسبوا لمن لا حضارة ولا تراث ،ولا ثقافة، ولا تاريخ له، صدقني سيد بنكيران ، أن هذا النظام الجار مريض، هو ومن والاه، وقد تجدهم غدا يستشهدون بك كرئيس حكومة مغربية سابق ، ويقولوك ما لم تقل ، ويفسرون كلامك بما لم تقل ، ليقولوا للعالم أنظروا رئيس حكومة المغرب السابق يقول لا يهم أن يكون القفطان والكسكس لنا أو للجزائريين ، ويشكك في تراث وثقافة بلاد الجزائر ، الذي سرقوه منا نحن الجزائريين ، و أقول أن لا أهمية لتلك القيم ، لأن هؤلاء سرقوا أرضنا ، ولن يتوانوا في سرقة كل مالنا ، تراثنا ، امجادنا ، حضارتنا تاريخنا إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، أرجوكم سيد بنكيران، اترك عراة التاريخ والحضارة يظهرون للعالم بخلقتهم الاولى التي خلقهم الله عليها ولم يغيروها، حفاة ، عراة ،يأكلون فقط مما تطلعه الأرض من غازها ومحروقاتها ، ولا يفيدون بلدهم بأي شيء، عدا التآمر على جيرانهم لإيدائهم ، وكبح جماح تطورهم، سموهم بمسمياتهم ، واتركوا العالم يتفرج على سوءاتهم ، ولا تجاملوهم ولا تعاملوهم معاملة النبلاء ،لأنهم ليسوا كذلك، ولن يلتقطوا رسائلكم حتى وإن جاملتموهم ، وحتى إن التقطوها لن يفهموها ، فلا تشوهوا المغاربة بتشبيهكم لهم بهم ، فشتان بين الثريا و الثرى، حتى وإن تشابهت حروفهم، وشتان بين الكريم واللئيم حتى وإن تشابه نطق ختامهم، و أرجو أن تصل الرسالة لمن يهمه الأمر %