الفهرية لمزوري / جسر بريس
تكرار اللقطات الاباحية في السينما المغربية يطرح اكثر من علامة استفهام حول الرقابة السنمائية ببلادنا وهل اصبحت أمراً مسلم به بدعوى انها لقطات فنية ابداعية لاكتمال المشهد وليست لقطات خادشة للحياء ولعين المشاهد الناشئ المغربي؟؟!!، كما يُطرح التساؤل ايضا عن تموضع ومتوقع الناقد السينمائي المغربي من الإنتاجات السنمائية الاخيرة.
يقال ان الفن السابع هو مرآة الشعوب، والسينما عموما تنطلق من واقع ما لتبني حكايات منطوقة ومرئية هدفها تثقيف المشاهد بمضمون ما بجمالية الصورة والصوت وحبكة التمثيل والألوان والموسيقى انها فنون عديدة تجتمع في عمل واحد سواء كان فيلما للتسلية، تجاريا او ثقافيا
طفى الى السطح مجددا حديث حول لقطة من الفيلم السينمائي جرادة مالحة لمخرجه نور الدين لخماري، حيث لعب دور البطولة الفنان إدريس الروخ والذي اصبح معروفا في وسط الجمهور المغربي بجرأته الزائدة في تجسيد اللقطات الاباحية معلنا عن عهد جديد من الانفتاح الامشروط في السنيما المغربية
ويعتبر المخرج نور الدين الخماري من بين المخرجين الذين كان لأفلامه نصيب من اللقطات الصادمة وفرت ارضية خصبة لزوبعة تواصلية بين الجمهور عبر الميديا رافضة لما يقدم اليها من لقطات ع فنية قد تكون وسيلة جديدة لمفهوم التسويق، ليعيد فتح ملف الاغتصاب في فيلمه الجديد بمشهد يقال انه صادم، وكأن السنيما المغربية لم تتطرق من قبل لموضوع الاغتصاب وتبعاته النفسية على المغتَصب، لكن هل اللقطة مهمة الى هذه الدرجة لا يكتمل المعنى الا بوجودها الإبداعي(في نظر أهلها)ام ان لها غاية في نفس يعقوب؟ وهل هناك قوانين مؤطرة لمشاهد العنف والاغتصاب والاباحية ام الباب مفتوح صور ما شئت او بمفهومها العامي كور وأعطي لعور……
بشكل او باخر فإن هذا الفيلم (جرادة مالحة ) ايضا يسلط الضوء على موضوع الغنى والفقر فلم يأبى المخرج سوى ان يجسد لنا ذلك الربط المصطنع بمفهومه الغريب بين الغني والفقير في احداث غريبة. واعتماده في افلامه الثلاث على حياة الليل وعلى سواد اللون الأسود في اغلب الأوقات، فهل هو تعبير واضح منه عن سوداوية المجتمع ام سوداوية فكره ومخيلته في طرح الموضوع ؟
كما يطرح الفيلم ثلة من المواضيع كالخيانة الزوجية وكذلك الإجهاض والدعارة وغياب القيم الأخلاقية بالمجتمع….
نحن هنا لسنا لمعالجة درامية للفيلم، لكن نحن هنا كجمهور مشاهد نسأل ونتساءل ونحلل ما الغاية ومالهدف من وراء مثل هذه الأفلام التي تسوق لحياة فئة معينة من المجتمع وليس المجتمع ككل ؟؟ وماهي القيمة الفنية المضافة في مثل هذه الأفلام؟؟
لماذا يصر كثير من المخرجين على التركيز على مشاكل تعتبر مستهلكة (كالدعارة حيث يتم تسليط الضوء فيها على جسد المرأة اكثر من ماهية وعمق ما تعانيه في المجتمع من هضم للحقوق)؟
كما نطرح السؤال لماذا لا توجد مقاربة علاجية ابداعية فنية بديلة في الفيلم نفسه لجعله متاكمل الأطراف لقصة فيها العقدة والحل ….
كما يطرح المشاهد المغربي تساؤلات عن عدم مقدرة السنمائيين والمخرجين المغاربة من تناول موضوعات اخرى سياسية، قانونية، اجتماعية، فنية، وطنية، تكون اقرب للمجتمع وتتماشى مع ما يشهده المغرب من تنمية في شتى المجالات؟!
فهذا الجدل القديم الحديث حول انحطاط كثير من الأعمال الفنية المغربية سواء في السينما او التلفزيون و الغناء له تبعاته على الجمهور الناشئ فهو اكثر الجماهير تأثيرا بما يشاهده من أفلام ومسلسلات وغيرها من الفنون السمعية البصرية
فهل هناك أزمة ابداع على المستوى الفني في المغرب ؟
ام لم تعد للرقابة الفنية اهمية بدعوى حرية التعبير والإبداع ؟