والتأم الجسم الإعلامي المغربي في ليلة عرفان واستذكار لرجل خدم الإعلام الرياضي عبر الأثير لعقود، وتربى جيل بكامله على صوته الإذاعي، من خلال تقديمه لبرنامج “الأحد الرياضي”.
وظل الإعلامي محمد العزاوي، أحد الأبناء البررة لرقم 1 زنقة البريهي بالعاصمة الرباط، مؤمنا، طيلة مسيرته الطويلة والكبيرة، بأن العمل الإذاعي فن وإبداع، وأنه يتوجب على الإذاعة أن تبني تعاقداتها مع المنتجين الإذاعيين، فقط، استنادا إلى البرامج التي سيقدمونها على أثيرها.
كما ظل العزاوي، صاحب الصوت الخالد، يؤمن بأن للإذاعة نجومها وأسماءها البارزة التي تربطها علاقة خاصة بالمستمعين على امتداد المملكة، وأن لديها رصيدا جماهيريا مبنيا على العمل الجدي والمصداقية والسخاء المهني.
ولهذا ظل العزاوي، الذي رأى النور سنة 1954 بمدينة فاس، يعتبر، وطيلة مساره المهني، أن مديره الأول، والأكبر، هو المستمع الذي يقيم أداءه بعد لقاءاته به في الشارع، حيث يتلقى ملاحظاته بشكل مباشر وتفاعلي، ودون مواربات.
ولأنه كذلك كان، فقد آمن العزاوي، طيلة ذلك المسار الفريد والعجيب، بأن على المعلق الرياضي أن يبني شخصيته بالتكوين الأكاديمي والميداني، فضلا عن الموهبة، وأن يتشبث بالمصداقية والنزاهة، فلا يحرف الحقائق، مع احترام تام للمتلقي.