رئيس التحرير والاعداد
تعتبر الإمبراطورية المغربية الشريفة واحدة من أقدم الدول في العالم، وهي أقدم ملكية مستمرة إلى يومنا هذا.. دولة أمة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، صنعت حضارة وثقافة لا مثيل لهما ثم صدرتها للعالم أجمع.
فكل فصول وتفاصيل الحضارة المغربية.. هي من وحي عبقرية الصانع المغربي ولا تجدها إلا في بلدنا الحبيب، وقد خاب كل من أراد أن يلتصق بتاريخنا المجيد، لأن الواقع ينطق بمغربية الأشياء.
فقد تفوق المغاربة في المعمار منذ ما قبل التاريخ، ونتحدث هنا عن العمارة الطينية.. أو كما يحب البعض أن سميها العمارة الصنهاجية.. ونأخذ هنا نموذج آيت بن حدو، والتي يعود تاريخها الشفهي لما قبل التاريخ.. عمارة غاية قي الروعة والإتقان والإبداع، وهي مسجلة في اليونيسكو باسم المملكة المغربية الشريفة.
أما دروب العدوتين (المغرب والأندلس) فهما متطابقتان.. لأنهما رسمتا بريشة واحدة وبألوان العبقرية المغربية، فواقع الأشياء دائماً يفرض علينا التحليل المنطقي، فكل ما هو موجود في المغرب موجود في الأندلس بالتفصيل.. ولا تجده في أية دولة عربية أخرى، فهناك من ترك بلاده بدون عمران يذكر ويدعي أن قصر الحمراء بغرناطة يعود له.
فصورة المقالة، تلخص تفاصيل المعمار المغربي الأندلسي، والتي تعجز الحروف عن وصفه في روعة الزخرفة المغربية.. والتي نحتها حرفيون يمزجون بين الإبداع والعقل والقلب والذوق، فتعطينا صورة قمة في الجمال والإتقان.
أما عن اللباس التقليدي.. فهو مصدر فخرنا واعتزاز أمتنا العظيمة، وهو دليل عن عمق الهوية المغربية.. حيث تبرز تعلق مجتمعنا الأصيل باللباس المغربي التقليدي، كمظهر من مظاهر التميز عن الأمم الأخرى.
ولابد هنا أن نستحضر اعتماد طربوش الفاسي المغربي.. من طرف الإمبراطورية العثمانية، كرمز من رموز التقدم والحداثة والإصلاح.. تاركين العمائم الكبيرة. فعندما تأسست الدولة العثمانية كان المغرب امبراطورية عظيمة.. لها حدود مع مصر ويحكم الأندلس حتى نهر السنغال، وكانت فاس لوحدها بها أكثر من 3000 مصنع.
فكل السياح الذين يتوافدون على المملكة سنويا يأتون ليرون ما درسوه في جامعاتهم عن تاريخ المغرب فيُسحر به وبتقاليد وثقافته ومعماره ولباسه..
إذا أيها الغافل، لن تنفعك هوامش الكتب مادام انك لا تملك الواقع.. وهنا في المغرب لازال التاريخ ماثلا للأعين وشامخاً من أسوار ومدارس وماريستانات ونقوش ومساجد وزوايا وصولاً إلى الأسواق والسقايات واللباس التقليدي..إلخ، لخصها الحسن الثاني رحمه الله في كلمة عبقرية “تمغربيت” ولا غالب إلاّ الله.