بقلم: سيدي المختار العلوي
لا يسعنا في هذه العجالة وهذا المقام من خلال هذا المنبر الإعلامي المفيد، إلا أن نبرز العبقرية والخصوصية المغربية والنموذج المغربي المتفرد من حيث المكان والزمان، والإنسان المتميز والمقبول والمنتج والمطلوب والمشهود له بالضلوع والريادة أبا عن جد، والذي رغم أميته أو تعليمه البسيط المحدود، أنجب أجيالا وأطرا ورعيلا مثقفا ناضجا وخرجت من أيديهم صنائع وابتكارات صعبة المنال أكاديميا، حيث برعوا وتفننوا في فن الزليج على اختلافه وبفسيفسائه، كما تفننوا في الطبخ، وفي اللباس في كل شيء بالهمة المغربية الأصيلة في الوقت الذي برعت فيه الأجيال الجديدة في الاختراعات والمشاريع الرائدة والدراسات المستقبلية الحديثة، وصنعوا مفهوم الحداثة في بعده الأبعد وقربه في كل شيء في أرضية خصبة أصيلة للأجداد والآباء، والتي كانت مسؤولة في إخراج أدب الأمثال والحكم والحكايات، وإشاعة وانتشار الموسيقى الأندلسية والغرناطية وفن الملحون والطقطوقة الجبلية والموسيقى الحسانية والركادة بشرق المملكة والإيقاع الأمازيغي وغيرها..
كل هؤلاء سلفا وخلفا كل ما يطلبونه هو إعادة الاعتبار للموروث المغربي وتراثه والأخذ بتجربة الأجداد والأفذاذ والشيوخ ذوي التجربة والحنكة في المسار الحياتي، ورد الاعتبار والاهتمام الأكثر بمقابر المسلمين، وإنقاذ الحرف التقليدية التي أخذت تنقرض، كالتسفير والتجليد وغيرها، وإعادة الاعتبار وأكثر لتوقير الجد والأب والأم واحترام المرأة أكثر في النسيج الاجتماعي الأسري، وتشغيل الشباب العاطل ودمجهم في القطاع العام والخاص والتكوين المهني، وإنشاء المقاولات وتسويق كفاءاتها واستثمارها خارج المغرب وفقا للشراكات والاتفاقيات.
إنهم يريدون فعلا الرفع من أجور أولادهم موظفي الدولة وتعميم ترقية الدرجة الممتازة خارج الإطار 11 لمستحقيها في جميع الإدارات.
يريدون تدخل الدولة كما تفعل في توجيه الاقتصاد وحفظ الوازع الروحي والوطني، وتحقيق الحماية الاجتماعية وأن تتدخل الجهات المعنية أكثر من أي وقت مضى للنهوض بالتعمير والعقار والسكن ومتابعة مسلسلها الاجتماعي للفئات المستحقة لمزيد من الاستفادة وإعطائها فرصة أخرى كما فعلت في فرصة المقاولات الناجحة.
يريدون تعميم التغطية الصحية والاهتمام بالسياحة الوطنية الداخلية، ويطلبون بإلحاح إخراج المشروع الوطني للقراءة إلى حيز الوجود بقرارات حكومية وخلق جهاز متخصص في شؤون القراءة بالمغرب.
يريدون تفعيل مدونة الأسرة من خلال الإنصات للمرأة والرجل من أجل أسرة مستقرة (الأولاد)، والرفع من المستحقات المادية للمرأة والأبناء وتشجيع الزواج والسكن والتساكن، والاهتمام بالطفل المغربي في المدينة والبادية والصحراء وفي الجبال، يطلبون الاهتمام بالعالم القروي والتضامن معه أكثر في السراء والضراء، فقوتنا تتجسد في نيتنا وتضامننا وتعاوننا مع بعضنا البعض ونبذ الكراهية، يطلبون المزيد من التعبئة واليقظة لاستتباب الأمن والسلم الاجتماعي والسيادة الوطنية لقضيتنا العادلة الصحراء المغربية، يطلبون الاهتمام أكثر بالجالية المغربية خارج الوطن، يريدون توسيع الأكاديميات الرياضية بجهات المملكة، والحمد والشكر لله لأن فالمغرب اليوم للمغاربة وللعالم، فالعالم يعيش في المغرب والمغاربة يعيشون في العالم.
وبما إننا مقبلون على تفعيل وثيقة جديدة وإخراجها إلى حيز الواقع للمغرب الصاعد الجديد من طنجة إلى الكركرات، بثورة عارمة وهادئة وحكيمة جديدة للملك والشعب من أجلنا نحن المغاربة والمغرب الحر، فالمغاربة يطلبون من الجهات المختصة توفير النظافة في جميع أرجاء المدن المغربية وشواطئها وحسن الاستقبال في تقديم الخدمات والتواصل الجيد في الإدارات، يريدون إزاحة كل ما هو قابل للاشتعال في مخازن ومرائب السيارات بالعمارات الآهلة بالسكان وحتى في المنازل الموجودة في الأحياء الشعبية، التي تحولت إلى مخازن بما فيها قنينات الغاز ومساكن لأعوان المتاجر والمحلات التجارية.
نحن المغاربة قلبا وقالبا طيبو الأصل نريد فقط أن نعيش ومعنا وطننا بلد الأحرار نخلق ثروتنا بسواعدنا وتقسيمها بشكل متكافئ، فالمستحيل ليس مغربيا ما دمنا ربحنا رهانات كثيرة عالمية كالمؤتمر الدولي للمناخ بمراكش، وكذا الملتقى الدولي الاقتصادي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش، واليوم مفخرة المغرب شرف تنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم لكرة القدم، والباقي سيأتي إن شاء الله بفضل عزيمة الملك وإرادة الشعب وحب الله والوطن والانفتاح على الآخر.