اكلي شكا / لندن
تبلورت فكرة التظاهرة الكبرى في باريس الاخيرة، عن مبادرة توقيع عريضة من قبل مجموعة كبيرة من الأحزاب السياسية والمنظمات المحلية والدولية ومن المناضلين والشخصيات الامازيغية الذين جاءوا من كل من موريتانيا والمغرب وليبيا وتونس ومصر ناهيك عن ازواد وازواغ وايار للوقوف ولتعبير عن رفض امازيغ العالم للمجازر والابادات الجماعية التي ترتكب في حق الشعب الازوادي على يد مليشيات الجيش المالي وتنظيم فاغنر الإرهابي في صمت عالمي رهيب. كما ارادت النخب الامازيغية ايضا ان تعبر بقوة عن تأييدها لمطالب الشعب القبائلي في تقرير مصيره والشعب الازوادي معا. بعد عدد من المشاورات واللقاءات على منصة “زوم” اقترح الجميع دون ذكر الأسماء، على إقامة التظاهرة في كل بلدان شمال افريقيا ونظرا لصعوبة هذا الامر اتفق الجميع على استغلال احتفالات السنة الامازيغية لإنجاح الحدث، وكان الخيار قد وقع على باريس نظرا لوجود كتلة كبيرة من الشتات الامازيغي خاصة القبائل. ونظرا للخبرة الطويلة التي تتمتع بها حركة “الماك” القبائلية في تنظيم مثل هذا الاحداث، ونظرا للإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها الحركة تطوعت “الماك” بتنظيم الحدث اداريا ولوجستيا بالتعاون مع جميع المناضلين في شمال افريقيا.
شهادتي على الحدث التاريخي..
1. لابد ان نشير بأن هذا الحدث يعتبر الأول من نوعه. فعبر القرون والعقود لم تتوحد النخب الامازيغية في شمال افريقيا حول حدث تاريخي منظم بحجم تظاهرة باريس.. ولم تتوحد الأطر الامازيغية المختلفة في توحيد مواقفها في مواجهة مباشرة مع الأنظمة العنصرية وما يجري لشعوبها في المنطقة. ويتزامن هذا الحدث مع حراك ووعي امازيغي كبير ومنقطع النظير يسعى رواده الى الرجوع الى الأصل وتصحيح مسار الحركة الامازيغية فيما يتناسب مع مطالب المنطقة.
2. تأييد وتعاطف الاديب العالمي ابراهيم الكوني الذي كرم في هذه المناسبة واطلاق المشاركين عليه “اماما” لهذا الحراك، يضيف نجاحا باهرا وشرعية وعدالة المطالب التي قام من اجلها الحراك
3. اظهرت حركة “الماك” بمستوى عال من التنظيم والاحترام الكبير لقائد الحركة (فرحات مهنى) وهو شيء تفقده معظم الحركات السياسية والمسلحة في شمال افريقيا وجنوب الصحراء ( اسا ازكا اسلواي ديما يلا..) اليوم او غدا قائدنا سيظل في القمة.(احد شعارات الحركة..)
4. اتسمت هذه المظاهرة على مستوى الحضور والتنظيم، بصعود جيل شبابي جديد من كل ارجاء تمازغا-توماست. حيث كان اغلب الازواديون الذين شاركوا في هذا الحدث هم من الشباب الصاعد وكذلك الامر نفسه مع أعضاء حركة “الماك” ناهيك عن البلدان التي شاركت في المظاهرة ما يحي بقدوم ووجود صحوة شعبوية جديدة يقودها الشباب في المنطقة.
5. حضور الاعلام لدول منطقة شمال افريقيا (المغرب، موريتانيا، ليبيا/ تونس..) وغياب العلم الجزائري ينذر بخطر حقيقي بمستقبل الجزائر هذا البلد الرائع الذي اصبح بفضل مواقف وتصرفات حكامه من الجنرالات معزولا سياسيا ومنبوذا من قبل جميع جيرانه ومحيطه الإقليمي والدولي.