يعيش الإعلام الرياضي خلال الفترة الأخيرة -سواء من خلال المواقع الفئوية المحسوبة على اصحاب “الشكارة” و الدخلاء على صاحبة الجلالة من خلال هوية وانتماء مقدميها- على وقع حالة من الصراع والمعارك التي تتجاوز الحد إلى التلميحات والتراشق والسباب الذي وصل الأمر إلى مرحلة حرجة قد تساهم في بث الفرقة وزيادة التعصب وربما يصل الأمر إلى حد الكارثة. لذلك بات جل الساهرين والمنتمين إلى هذا القطاع مطالبين بضرورة رصد هذه الظاهرة والتمعن في الواقع المفروض ومقترحاتهم لتصحيح الوضع للإعلام الفئوي مستقبلا.
هنالك أسباب رئيسية في تفشي هذه الظاهرة أبرزها أن هذه القنوات لم تؤهل مقدمي برامجها على فهم معايير القيم الإعلامية ولا ميثاق الشرف الإعلامي، فهم لم يتعلموا الالتزام الأخلاقي في العمل الإعلامي، ثانيا إذا خرج العمل عن المعايير الإعلامية لا يتم النظر إلى هذا الأمر واتخاذ موقف ضده.
استطاع الإعلام الرياضي خلال السنوات الماضية من أن يهيمن على المشهد الإعلامي المغربي، إلا أن هذا القطاع ورغم تعدد نجاحاته لا يزال رازحا تحت طائلة التهميش والتطفل ما جعله كرة تتقاذفها أهواء المسؤولين والجماهير.
ويعاني قطاع الإعلام بصفة عامة من مشكلتين بارزتين هما الدخلاء والتهميش لكن خصوصية الإعلام الرياضي تجعل من هاتين النقطتين عنصرين مكبلين للقطاع.
خصوصية القطاع تستوجب تكوينا نظريا يمكن الإعلامي من دخول عالم المهنة لكن الواقع الميداني يبرز مدى نفاذ هذه الفئة من فاقدي التكوين. وإن اختلفت الآراء حول المشكلات التي يعرفها القطاع على خلفية أن لكل مجال مشكلاته فالإذاعة تختلف عن التلفزة وكذلك الصحافة الرقمية إلا أن الإجماع كان متمحورا حول ضرورة إبعاد الدخلاء والتسريع بسن تشريعات جديدة تمكن من هيكلة القطاع.