رئيس التحرير
يبدو أننا نعيش الأمتار الأخيرة للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.. بل وأصبح من المؤكد أن تواجد واستمرار الجمهورية الوهمية داخل هياكل الاتحاد الإفريقي أصبح مسألة وقت وفقط.
هذه هي الخلاصة التي توصل إليها المغاربة من خلال متابعة تصريح وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ناصر بوريطة (المقص الذهبي). هذا الأخير أكد، على هامش أشغال الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا.. بأن قضية الصحراء المغربية لم تعد على جدول أعمال الاتحاد.. وأضاف السيد بوريطة بأن جميع دول الاتحاد لم تتناول موضوع الصحراء المغربية إلا دولة واحدة ووحيدة.. وهو ما يقطع بأن الاتحاد حسم في موضوع هذا النزاع الذي تختص الأمم المتحدة حصريا بمعالجته وفق الثوابت الثلاثة التي أعلنها المغرب.
وزير الخارجية المغربية قال بأن الأفارقة مهتمين بحلحلة مشاكل القارة.. والبحث في السبل الكفيلة بالارتقاء بالمؤشرات التنموية لبلدانهم.. وبأنهم تركوا وراء ظهورهم كل ما من شأنه أن يزرع التفرقة والانقسام بين مكونات الاتحاد.
تصريحات “المقص الذهبي” تؤكد بأن وجود الجمهورية الوهمية داخل هياكله أصبح مشكلة.. وهو ما يتطلب التخلص من هذا الورم الذي ساهم في تشتيت الصف الإفريقي وخلق حالة من الاصطفاف السلبي لأزيد من 40 سنة.
يرى الخبير في العلاقات المغربية الجزائرية و المحلل السياسي أحمد نور الدين أن غياب قضية الصحراء المغربية عن القمة الإفريقية الأخيرة، “يؤكد عزلة الدبلوماسية الجزائرية داخل المنتظم الإفريقي، وانهيار أطروحتها الانفصالية”، وأن البروباغاندا الجزائرية “لم تعد تنطلي على أي بلد إفريقي، إلا من له مصالح مع البترودولار، أو يريد تصفية حسابات أيديولوجية مع المغرب”.
وقال أحمد نور الدين، ضمن تصريح صحفي، إن “الأفارقة ضاقوا ذرعا بسعي النظام العسكري الجزائري المحموم إلى تقسيم الاتحاد الإفريقي ونشر البلبلة في صفوفه”، مشيرا إلى أن “إفريقيا تريد الانخراط في مشروع للبناء وتحقيق الوحدة الاقتصادية وفتح الحدود من خلال المنطقة الإفريقية الحرة، وترفض تضييع الوقت في النزاعات الموروثة عن الاستعمار الأوروبي التي تسلّمت الجزائر مشعلها بالمنطقة”.
وأبرز المحلل السياسي، أن تصريحات وزير الخارجية تعني أن “القادة الأفارقة اكتشفوا أن الجزائر تهدد استقرار دول الساحل وتتدخل في شؤونها وتتآمر مع الدول الأوروبية لاستغلال ثرواتها وضرب مصالحها، في وقت يقدّم فيه المغرب البرامج والمشاريع الملموسة للحفاظ على الأمن والاستقرار، ويضع موانئه رهن إشارة الدول القارية غير الساحلية”.
وخلص أحمد نور الدين إلى أنه “بعد هذه المكتسبات، بقي الآن على وزير الخارجية أن يخوض المعركة النهائية لطرد الكيان الوهمي من الاتحاد الإفريقي”.