المسؤول عن النشر والاعداد
الشابة الجزائرية ROSA تبلغ من العمر 18 سنة، تسببت في إعدام اكثر من 5 آلاف جزائري.
في موضوع مهم يبرز جانبا من جوانب الأنانية، الخيانة، اللاوطنية وصراع بين الإخوة الأعداء في الجزائر أيام الإستعمار الفرنسي. يتطرق الأستاذ ھشام السنوسي، الباحث في الشؤون الوطنية و الإقليمية، لكيف تم اعدام ازيد من 5 آلاف جزائري. تتمة للجزء السابق.
بعد ان نجحت عملية La Bleuite التي قادها النقيب Paul-Alain Léger و بمساعدة حاسمة من الحسناء الجزائرية حورية السمراء و الجزائري عليلو، في وضع حد لمعركة الجزائر باعتقال قائد جبهة التحرير الوطني في قصبة الجزائر و قتل علي لابوانت و تجنيد أغلب الثوار الجزائريين.
حافظ النقيب Léger على الاتصال مع قائد الولاية الثالثة العقيد عميروش، بحيث كان يكلف الجزائريين الذين يعملون لصالحه بإيصال الرسائل الى العقيد عميروش. لأن هذا الأخير لم يكن يعلم ان النقيب Léger قد قضى على الثوار في المنطقة المستقلة للجزائر.
و عن طريق المنظمات الطلابية، أطلقت جبهة التحرير الوطني نداء تدعو فيه الطلبة و التلاميذ الى الالتحاق بالثورة، فالتحق ألاف الشباب المتعلمين بالثورة مستعدين للموت من أجل القضية الجزائرية. و ما زاد فرحة عميروش ان منظمة المنطقة المستقلة للجزائر لازالت قائمة و قوية، لازال يتوصل برسائل من المنظمة.
غير أن عميروش لا يعلم ان النقيب Léger هو من كتب الرسالة و من اوصل الرسالة هو يعمل لصالح النقيب ليجي.
بعد عدة شهور من التواصل بين النقيب ليجي و عميروش. يوم 12 نونبر 1957, احد عملاء ليجي عاد برسالة من عميروش، تقول الرسالة ” حامل هذه الرسالة، باسم الولاية الثالثة ، له كل الصلاحيات لتمثيل الجيش في المنطقة المستقلة للجزائر” في الحقيقة عميروش عين النقيب ليجي خلفا لياسف سعدي. و كلفه بالاستمرار في القيام بالاغتيالات و التفجيرات في الجزائر العاصمة.
قائد الولاية الثالثة عميروش كان يرسل السلاح و المتفجرات لكي يقوم بعمليات في الجزائر العاصمة. كان النقيب ليجي يقوم بتفجيرات وهمية و يطلب من الصحافة الفرنسية تضخيم هذه التفجيرات. و عميروش يهنئه و يرسل له كميات اخرى من السلاح حتي كسب ثقته.
لكن بعد ذلك عم الهدوء في الجزائر العاصمة طيلة 6 اشهر، ما دفع عميروش الى كتابة رسالة الى النقيب ليجي، يحتج فيها على عدم قيامهم بأي عملية ، و امرهم بالالتحاق بالولاية الثالثة لأخد المتفجرات.
قرر النقيب ليجي مرفوقا باثنين فرنسيين و عشرة جزائريين، التنقل الى مقر الولاية الثالثة لجلب المتفجرات. عاد الى الجزائر محملا بالأسلحة و المتفجرات بل حتى 6 سجناء على رأسهم الضابط أحمد صبري، بدون اطلاق رصاصة واحدة. هذا ما جعل عميروش يشك في العملية و ظن ان احمد صبري يعمل لصالح النقيب ليجي.
ابتسم الحظ للنقيب ليجي، حيث تم إلقاء القبض على شابة جزائرية تحمل اسم ROSA, تبلغ من العمر 18 سنة بسبب خياطتها لعلم الجزائر. الجميلة الجزائرية اعجبت بالنقيب ليجي فقبلت العمل لصالحه. فقرر استغلالها ، بحيث تركها لوحدها في المكتب، حيث توجد لوائح بأسماء الجزائريين الذين يعملون لصالح النقيب ليجي.
قرر النقيب ليجي ايصالها الى منزلها، ارتدى البدلة العسكرية و اخدها في سيارته و مر وسط سوق برج منايل حتى يراها الجميع انها تشتغل لصالحه. اتجهت ROSA الى الجبل للاتحاق بالثوار، قام النقيب محيوز الملقب ب حسن La Torture, باعتقالها، حيث اتهمها انها جسوس، فردت عليه:” أن الجواسيس محيطين به، لانني اعرف اسمائهم”.
قام حسن La Torture (كان يعمل في صفوف البوليس السري الألماني “Gestapo”) بتعذيب Roza , فأعطته مجموعة من الأسماء ، في الاخير قام بذبحها.
هذا أكد شكوك عميروش ، فقام حسن La Torture باعتقال كل ضباط المنطقة. قبل تعذيبهم كان يطلب منهم حفر قبرهم، بعدما تفنن في تعذيبهم تم إعدام الجميع. و من استطاع الهروب إلتحق بالجيش الفرنسي.
بسبب دهاء النقيب Léger و دور الشابة الجزائرية ROSA, كان إعدام و تصفية ما يناهز 5000 جزائري، كان جلّهم من أكفأ و أنزه القيادات و الطلبة.
قال عميروش “أخطاء للإنقاذ الثورة”