هناك العديد من الجزائريين الذين يستغلون كونهم جيران لنا، ليحاولوا بسوء نية استغلال الوضع.. ويستفيدون بمحاولة إقناع العالم بأننا وإياهم نشترك في الأصول، والتاريخ، والحضارة، بكل ما تعنيه كلمة سوء النية من معنى ووقاحة. ولتمرير ذلك علينا، يخدروننا بكلمة نحن والمغاربة خاوة-خاوة.. ونراهم يستميتون أمام وسائل الإعلام بكل فروعها، ليسوقوا أن اسم المغرب، لم يكن تاريخيا حكرا على المملكة المغربية التي لم تكن تعرف في السابق بغير اسم المغرب الأقصى.. في الوقت الذي كانت فيه الجزائر هي الأخرى تعرف بالمغرب الأوسط.. وهذا يكفيهم للادعاء أن اسم المغرب كان يطلق على المغرب والجزائر على حد سواء.
رأي شخصي
وأنا شخصيا لا يضرني هذا الكلام، بل أجد لهم عذرا.. فما الذي يمكن أن ننتظره من فقراء التاريخ.. مفلسي الحضارة، غير سرقة ما ليس لهم ممن حولهم ليتجملوا به. لكن الذي يضرني ويؤلمني، هو أن أجد من المغاربة من يجامل هؤلاء.. لدرجة أنه يقبل عن طواعية أن يمرر هكذا كلام في حضرته دون تسجيل أي اعتراض. ويقبل أن تنشر أمامه صفحات تاريخ مزيف، خطه بيده وأرخه بكتاباته دكتور حيوانات عندهم يسمى دومير.. والذي يكتب لهم ويدرسهم تاريخهم بناء على طلب مسبق من ولاة أمرهم.
هو إذا تقني الحمير والبغال الذي يكتب للجزائريين لأنه يعتبرهم بهائم و تربيتهم تدخل ضمن اولوياته و تخصصه.. أما المغاربة الذين يقبلون سماع هذا الطرح دون تسجيل أي اعتراض أصنفهم أنا شخصيا، في صنفين إما بلهاء و سذج لا يفقهون شيئا.. أو من الخونة الذين يبيعون تراث أجدادهم وأبنائهم، نظير مكاسب مادية، أو مكاسب سياسية رخيصة وستبقى رخيصة مهما بلغت قيمتها.
رسالة إلى من يهمه الأمر
ولهؤلاء أقول: عندما يدعي الجزائري بأنه ينحدر من نفس الأصل مع المغربي وأن تاريخهما مشترك.. فأنا أتفهم دافعه لذلك، أتفهم أنه استيقظ فجأة، ووجد نفسه مفلسا تاريخيا.. وفقيرا حقيرا حضاريا.. ولا يملك ما يمكن أن يُحترم عليه من الآخر، في الوقت الذي يرى فيه جاره المغرب ينعم ويغنم بتراث لا اول له ولا آخر.. من الكنوز المادية واللا مادية التي تفرض على العالم أن يقف له إجلالا وتقديرا.
الجزائري لم يجد أمامه غير الترامي على أملاك غيره وهويته، لينال شرف امتلاك ما لم يكن يوما من صنيع أجداده. الجزائري يدعي ذلك ليقتسم تمغربيت مع المغاربة.. وليقول للعالم أن باب المغاربة في القدس سمي على الجزائريين.. وأن الزليج بجماليته، وعبقرية صناعته، جزائري.. وأن القفطان جزائري…ووووو وهذا شيء فقط مما يكسبه الجزائري من سرقة هوية المغاربة.. و انتحال صفتهم.
إن الجزائري يريد أن يقول للعالم؛ أنا والمغربي كنا تاريخيا اثنين في واحد.. مثل بري بلوس، ولكن المغربي الذي يقبل أن تروج هذه الأكاذيب ويصمت، ماذا سيجني من ذلك ؟ لا شيء.. غير الضرر والضياع، لأن الجزائريين عبر كل تاريخهم، وحتى الآن لم يملكوا يوما حتى المواقف المشرفة كما قال لهم لابروف.. ولم يملكوا حتى حريتهم وزمام أمرهم.
القابلية للاستعمار..
لقد كان القوم شرق الجدار دائما يحكمون من الآخر. الذي يروضهم ويطوعهم.. ولو اقتضى الأمر يضربهم.. لقد كانوا يعاملون بوحشية من مستعمريهم، لأنهم عنيفي الطباع، كسلاء في العمل.. لصوص بالفطرة، ويكفينا أن نسمع ونرى كبيرهم.. ورئيسهم لا يخجل وهو يصرخ أمام شاشات العالم أنه يتربص بكل من يخالفه الرأي، ويخرج عن صفه .. ليرميه بالحجر.. في الوقت الذي نجد كل المغاربة يصفون كل من يضرب بالحجر ، بأنه أحمق.. وهذا فقط يكفينا للقول بأن جيراننا مجانين بأوراقهم..جنونا لا يرجى شفاءه.. فأرجوكم يا مغاربة لا تساعدوهم في خلط الاوراق، وجعل العالم يعتقد أنهم منا وأننا منهم.. لأن المغاربة لم يكونوا يوما ولن يكونوا مستقبلا فقراء حضارة، وحمقى هائمين في التاريخ يرجمون الناس بالحجر.
السلام عليكم استاذ نبيل ، صراحة وصف دقيق لمرتوقة التاريخ و لصوص الحضارة و لقطاء التراث، هم فعلا كذلك و مهما قلنا فيهم فلن نوفيهم . الملاحظة المهمة هي التجاوب العاطفي لبعض المغاربة مع شعار خاوة خاوة و جهلهم بمدى حقد الكرغولي و لو أعجبك قوله، و هذا الجهل بالقضية هو الخطر الكبير و التوعية العامة هي الأساس الذي يجب أن ينخرط فيه كل المثقفين المغاربة.