نبيل هرباز
لم يعد من السهل علي ، أن أتقمص دورا لا يقبله عقلي ، ولا يطمئن إليه قلبي : لن أداهن… ، …لن أجامل، ….لن أكذب ،… خلاصته: لن أنافق ،.. وأقلب الحقائق، إرضاءًا لأي كان، لأتفادى أن ينعتني أحدهم بالفتان،..او أن يصفني آخر بالذبابة الإلكترونية …. قناعتي التي لن أحيد عنها..تقول لي سمي الأشياء بمسمياتها مهما يكن الثمن…ولذلك أقول : (الجزائر ليست ولم تكن أختا للمغرب )… وانتهى الكلام …..كلام أنا مستعد لمناقشته
مع كل من يقول خلافه ، وليكن… العقل ، نعم …فقط العقل حكما بيني وبينه :
لن يجادلني أحد ولن ينكر، أن الجزائر اغلقت الحدود البرية على المغرب ،أن الجزائر أقفلت أجواءها أمام طيرانه ، أن الجزائر قطعت كل علاقاتها الدبلوماسية والإقتصادية معه ، أن الجزائر منذ أن استقلت في ستينيات القرن الماضي احتضنت معارضة المغرب اليسارية انذاك، آوت رجالها ، تم مولت وسلحت خلاياهم المسلحة وسربتها لنا عبر حدودها على مدى سنوات السبعينات والتمانينات لقلب نظام الحكم وتهديد استقرارنا …، أن الجزائر طردت وشردت يوم عيد أضحى سنة 1975 (المسيرة الكحلة) ثلاتمائة وخمسون ألف مغربي ومغربية كانوا يقيمون مطمئنين ببلادها واغلبهم ممن ذهب آباءهم للجهاد مع ثوارها ضد المستعمر ، قطعت أرزاقهم ، نهبت أموالهم، استولت على ممتلكاتهم وعقاراتهم، لتشردهم وتلقي بهم بعد كل ذلك حفاة ، عراة، وراء حدودها مع المغرب ،الجزائر من حاربتنا في امكالا 1 و 2 و 3…، وهي نفسها الجزائر من أسست ومولت واحتضنت دولة وهمية بهدف فصل شمال المغرب عن جنوبه ، دولة نظمت و جهزت لها جيشا بأحدث العتاد، أرست له قواعد فوق أراضيها لينطلق منها ويعبر الحدود الشاسعة خلسة ، يخرب ما يخرب ، يأسر من يأسر، ويقتل من يقتل ويسرق ما يسرق من بلادنا تحت نظراتها وابتسامتها الغادرة ، الجزائر قطعت الغاز الذي كان المغرب يشتري منه جزءًا ، ويأخذ حصة صغيرة من الباقي نظير تمريره عبر أراضيه ليصل إلى إسبانيا ، قطعته لا لشيء إلا لتضر المغرب ، الجزائر أهدت غازها لإخوتها الحقيقيين سكان إسبانيا وإيطاليا، بأبخس الأثمان ، واشترطت عليهم ألا يعيدوا بيعه لأعداءها المغاربة الكفار الصهاينة !! كما تصفنا، الجزائر قتلت شبابنا الأبرياء العزل ،عندما كانوا فوق دراجاتهم المائية يستجمون في بحر بلادهم ، وجرفهم التيار في غفلة منهم لمياه جارتهم الجزائر، لتقرر إعدامهم وإنهاء حياتهم رميا بالرصاص بلا رحمة ولا أدنى شفقة ، الجزائر اشترت ذمم جمعيات و دول لدعم ونشر فكرة حق جمهورية الوهم للنيل من وحدة المغرب، …..الجزائر فتحت قنصلية لمرتزقة، وعلت خرقة لهم ترفرف فوق بلدها كعلم ، وعزفت لهم نشيدهم الذي لم يسبق أن عزف إلا بدولة الجزائر، فعلت كل هذا لأن مرتزقة قالوا لها.نحن من ريف المغرب ، ونرغب في معاداته وطلب الإستقلال عنه وتقسيم شماله. …فرحبت بالفكرة ..وهرولت لتمويلهم ، ونصرت هرطقاتهم ،عندما اعتدت اسبانيا على جزيرة ليلى واسرت جنديين مغربيين كل العالم ندد بما فعلت إسبانيا كولن باول أدان و جاك شيراك وبخ سئ الذكر ازنار إلا الجزائر اصدرت خارجيتها بيانا داعما لاسبانيا في اعتدائها على المغرب ،الجزائر من تصف العيون المغربية بالمحتلة وتصف سبتة ومليلية بالمدينتين الاسبانيتين….إلخ إلخ إلخ ……افبعد كل هذا يمكن لي أن اعتبر الجزائر أختا للمغرب،والشعب الجزائري الشريك مع نظامه بالشقيق ..عفوا لا استطيع ؟؟؟
ومع ذلك ، و لكل من يجيبني سواءًا من عندنا أو من عند الجزائر بنعم، ويقول لي نعم يمكن اعتبار الجزائر اختا للمغرب ، لكل هؤلاء أقول لن اجادلكم بعد كل ما قلته …لكن لي طلب واحد عندكم… وهو ان تقنعوا الجزائر بأن تتخلى عن أخوة المغرب التي ألفناها منها .،ولتتفضل وتناصبنا أشد عداء… لشهر واحد فقط، لأرى ماذا عساها أن تفعل أكثر مما فعلت وهي تحبنا …أريدها أن تنسى أخوتنا ولو لفترة قصيرة..وتضع جانبا سلوك المحبة والأخوة الذي تغمرنا به طيلة الستين سنة التي خلت بعد استقلالها ، ..وأن تكشر في وجهنا وتورينا كيف تكون العداوة والبغضاء الحقيقية ، لأقارن بين السلوكين ربما أجد الفرق بين الجزائر الشقيقة الحنونة للمغرب التي هي الآن ،والجزائر العدوة اللذوذة التي ستصبح ..وحتى أتيقن أنني أخطأت في حقها .. ساعتها إن لمست فرقا …سأقتنع بأنني ظلمتها …وسأعتذر لها، وأطلب منها أن تسامحني وتغفر لي زلتي…إلى ذلكم الحين (الله يعطيها الغرق من عندي)