نبيل هرباز
هل تعلم يامغربي أن قيمة الدرهم اليوم تساوي 13،60 دينار جزائري ، وأن الطلب على الدرهم المغربي من الأجانب للتداول أكبر بكثير من الطلب على الدينار الجزائري الذي لا يجد من يسأل عنه ، وهذا الإقبال الأجنبي الكبير على الدرهم لا يخص فقط أفواج السياح الأجانب الذين يتهافتون ويعشقون زيارة المغرب ، بل يتعداهم لأجانب دول الجوار الدين لهم ثقة فيه كقيمة فرضت احترامها، يثقون في امتلاكه والإستثمار فيه ، وتداوله تجاريا حتى فيما بينهم…مثلا إسبان جنوب إسبانيا… ، و موريتانيوا شمال موريتانيا …وغيرهم ….وواجب عليك إن كنت مغربي أن تأخذ حتى أنت العبرة من هذا و أن تعرف جيدا قيمتك، وقيمة بلدك، وسمعته وتحترمها …وعليك أن تفهم إن كنت مغربي الجنسية…. سواء كان إسمك بنكيران ، أو مونيب ، أو المهداوي او ابو زيد، واضطررت لسبب ما، لزيارةالجزائر ..ورغبت في شراء الدينار الجزائري بالدرهم المغربي ..(فكما ستكون حريصا جدا عندها على عدم تبادل العملتين على قدم المساواة و تقبل استبدال الدرهم بالدينار رئسا لرأس، ولأنك تعلم أن قيمة الدرهم أكبر بكثير من قيمة الدينار، وأنك إن فعلت ذلك ستخسر الكثير من المال) وكما أنك لن تتنازل أبدا عن أخذ مقابل درهم واحد أقل من مبلغ 13،6 دينار ، فكذلك عليك أن تكون حريصا على كرامتك، واحترام نفسك، وبلدك، وألا تعطي الجزائري باسم بلدك إلا ما يستحقه منها من عطف وكرم وأخلاق المغاربة، دون زيادة أو نقصان ، وأن لا تعامله كأخ شقيق، وانت لا ترى من تصرفه إلا مايضعه في مرتبة العدو الذي لا هم له غير إذائك في الطريق ، لا تعامله كمغربي من بني جلدتك وتثق فيه هكذا منذ البداية لأنك ستخسر، وستخسر الكثير إن فعلت…، وستحط من قيمة بلدك ، و لن ينفعك الندم ، وليكن تداول العملات الدينار والدرهم عبرة وقدوة لك ، لأن قيمة تداول العملات النقدية ، والثقة فيها ، كقيمة تداول العلاقات الإنسانية بمستوياتها، هناك فوارق قيمة لا بد أن تدفع في التعامل و التداول، لتكون المعاملة صحيحة و تحفظ للكل مركزه واحترامه، فوارق تفرضها علينا اختلاف البيئة والتربية والوعي والثقافة بين المتعاملين …..، وجب علينا احترامها كلها ، ولا يجوز لنا أبدا القفز عليها لا بإسم الدين الحزبي ، ولا باسم السياسة الإشتراكية التقدمية ، ولا باسم أدسانس المتابعات، فالمغربي الذي يريد ان يصادق جزائري وينزله منزلة مغربي عليه على الأقل اختباره 13،6 مرات، أي عدد فرق قيمة الدرهم والدينار ، يختبره بتجارب وامتحانات ذكية مع الحذر، فإن نجح انذاك يعامله كمغربي ، وإن فشل ،يبتعد عنه لأن معاملته له لن يجني من ورائها غير الخسارة والضرر ، وساعتها سيكون تماما ، كمن يغير امتلاك الدرهم بالدينار دون مراعاة فرق القيمة، وينتظر ما سيربح من وراء هذه العملية ، والكل يراه خسران من البداية ..لأنه من المنطلق أساء التقدير …ولم يقدر قيمة عملة بلده حق قدرها ، ولن يكون فخرا .وقدوة لمن ..يتابعه من .أبناء وطنه .. ألا قد بلغت فلتأخذوا حذركم في تبادل العلاقات مع الجزائريين ، ولا تسقطوا التعامل في العلاقات المغربية البينية ..على التعامل في العلاقات المغربية الجزائرية، ..وأتمنى أن تفهم وتصل رسالتي لمن بعثتها لهم عن طريق هاته السطور ، ولا تخطيء العنوان.