نبيل هرباز
تعودت وأنا اكتب مقالاتي لقرائي الأعزاء أن أضيف إليها ما استطعت من بهارات أمثلة: الحكم، والأحاديث، والكلام المأثور لعظماء التاريخ ، لأجعلهم وهم يقرؤون ، يتلذذون ، ويستمتعون، لينهموا بشراهة ما خطه قلمي من سطور، ليضعه لهم جسر تواصل تنقل عبره أفكاري لتلتقي بأفكارهم، لنتواصل ونناقش … ، لكني اليوم سأشد عن القاعدة ، وأعكس العادة ،وعوض أن أستشهد في موضوعي بذكر حكمة حكيم ، أو موعظة عالم متبصر ، أو حتى كلام رجل ورع، قررت أن انتقم منكم أيها القراء ، وأفسد عليكم متعة القراءة ،و أثير لديكم الرغبة في الغثيان، وأنا أذكر لكم مقولة سجلت في حساب أغبى رئيس في العالم : السيد عبد المجيد تبون عندما قال : الجزائر دولة حرة ومستقلة في أراءها، أتعرفون لماذا ؟ …لأن الجزائر ليست لها ديون تضعفها مثل باقي الدول ، وتجعلها تخضع لأوامر وضغوط دائنيها ، ..قالها تبون وهو يلتفت إلى محاورته بنقنة ، وكأنه توصل بعبقريته إلى إنجاز ما بعده إنجاز ، وينتظر أن يقرأ على محياها إعجابا ، وينتظر أن تصفق له بقنة على عبقرية قراءته و استنتاجه في الموضوع ….تم أضاف بافتخار ليزيد بنقنة والمشاهدين اطمئنانا: و الجزائر لن تلجأ إلى الديون ابدا ..حتى لا يفرض عيها أي شيء ….إبتسم تبون …وضحكت أنا من وراء شاشة هاتفي حتى البكاء بسخرية ..من غباء الرجل … وضيق تحليله. وسطحية وبساطة نظرته للحياة السياسية .. وليعذرني الشعب الجزائري ،لأصدقه القول ….وأقول له رئيسك هذا غبي غباء ما بعده غباء، وإن صدقته أنت ايضا، فإنك لن تكون أقل منه فيما وصفته به…هل بالفعل انت كشعب تصدق …أن الجزائر حرة ومستقلة في قراراتها؟…..هل تصدق فعلا أن دولتك التي لا تنوع مداخلها، و تعتمد على 95 في المائة من دخلها القومي على مداخيل الغاز والبيترول فقط لتعيش، أي أنها تعول على ثروة واحدة لتأمين كل متطلبات حياتها ، هل صحيح بفعلها الغير متعقل هذا تكون الجزائر حرة ومستقلة !!…ألا يكفي مثلا أن تغضب منها القوى العظمى، … أمريكا مثلا لتتهمها بتهمة ولو زائفة …وتحضر على الدول شراء غازها وبيترولها ..
..لتتشرد …وتصبح دولة مجاعة …..ألا يكفي أن يغضب منها زبناءها الإسبان والإيطاليون … ويغيرون مصادر استيراد غازهم وبيترولهم الذي لا تحتكر الجزائر وحدها بيعه في العالم ….ليقطعوا عنها كل موارد رزقها من العملة الصعبة وتصبح تتسول على قارعة الطريق …..ألا يكفي ان تبيع إسبانيا وإيطاليا الشركات التي تستورد من الجزائر محروقاتها لدولة الإمارات ….لتصبح رقبة الجزائر بين قبضة الإمارات، وتصبح الإمارات هي المعيلة الوحيدة للجزائر. وولية أمرها …..تجوعها، وتعطشها متى شاءت ……ألا يكفي ان تزيد السعودية….عدد براميل منتوجها من البيترول اليومي ….لينخفض سعر البيترول …عالميا …لحد يبقى معه مربحا للسعودية بحكم تكلفة إنتاجها المنخفضة …..ويصبح غير مربح للجزائر التي تنتجه بتكلفة عالية ….ليتوقف مصدر دخل الجزائر وتصبح عالة على المجتمع ….وليعلم الجميع أنه في عالمنا هذا اليوم، لا توجد دولة مستقلة وحرة تماما لتفعل أو تترك ما تريد ….وحرية أي دولة مهما بلغت من تطور… وتقدم… تبقى مجرد حرية نسبية مقيدة بضوابط المعاملة مع المجتمع الدولي بقواعدة متعارف عليها لا يجوز لها أن تحيد عنها ……ولا يسعني هنا إلا أن أذكر للجزائر ، مثل روسيا بجلالة قدرها ….روسيا التي تنتج ما يكفي من طعامها ….وتصدر الفائض من قمحها وغذائها للخارج …..روسيا التي تملك السلاح النووي القادر على إفناء العالم ، روسيا القوة التي تصنع سلاح أمنها بيدها ، وتصدر منه ما تصدر ….روسيا القوة السياسية العالمية التي تملك حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي وتهدد به …روسيا التي تنتج من البيترول والغاز ما يفوق حاجتها من الطاقة ، وتصدر منه للعالم ، روسيا التي تدين لها الجزائر بالولاء ، وتختبئ تحت عباءتها لتحميها إن تعرضت لهجوم ….روسيا هذه بما لها وما عليها …لم تجد استقلالها ولا حريتها في هذا العالم …ولم تستطع فرض رأيها كما تريد…..فما بالنا بدولة الخسائر …دولة رئيس غبي إسمه السيد عبد المجيد كذبون.