عز الدين السريفي
كرست إيران موقفها المعادي للوحدة الترابية للمملكة المغربية خلال إنعقاد ندوة اللجنة الرابعة والعشرين التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، المخصصة اليوم الثلاثاء الموافق لتاريخ 11 يونيو 2024 لمناقشة نزاع الصحراء، وذلك من خلال دعم أطروحة الجزائر والبوليساريو.
وفي هذا الصدد، قال ممثل إيران في ندوة اللجنة 24 التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن ملتزنة بدعم جميع جهود المجتمع الدولي لتسريع عملية “إنهاء الاستعمار وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، وقرارات الجمعية العامة ذات الصلة”.
وأضاف ممثل إيران، أن بلاده “تؤكد على حق الشعوب في التعبير عن رغباتها السياسية بحرية وممارسة حقها في تقرير المصير وكذلك سيادتها وسلامة أراضيها الوطنية، وفقا لميثاق الأمم المتحدة وإعلان منح الاستقلال”، على حد قوله.
وكشفت إيران ان الأمم المتحدة مسرولة من جديد “تجاه شعب الصحراء الغربية وحقه في تقرير المصير، على النحو المبين في القرارات ذات الصلة”، على حد تعبير المتحدث.
وأضافت خلال أشغال الندوة، انها “قلقة إزاء محنة الشعب الصحراوي، وتدعو إلى إلتزام المجتمع الدولي بإعمال حقوقه واستقلاله. ولهذا السبب، فإن الالتزام الجاد والمحترم بالمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بحسن نية ودون شروط مسبقة مطلوب أيضاً من جميع الأطراف وفقاً لميثاق الأمم المتحدة لضمان نجاح عملية المفاوضات الجارية وتحقيق تسوية عادلة والتوصل إلى حل سياسي دائم وشامل ومقبول من الطرفين”، حسب إدعاءاته.
وقالت إيران “تشجع جمهورية إيران الإسلامية جميع الأطراف والبلدان المجاورة على مواصلة الحوار البناء والتعاون مع بعضها البعض، ومع الأمين العام ومبعوثه الشخصي” مختتمة مداخلتها بِحَث ” المجتمع الدولي على تكريس نفسه لتنفيذ جميع قرارات وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالأراضي الاستعمارية المتبقية بما في ذلك الصحراء الغربية”، على حد زعمها.
تناقضات بارزة
في إطار استخدامه لحق الرد مرتين على إثر المداخلة المدبجة بالأكاذيب لسفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، خلال أشغال لجنة الـ24، أشه د السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، المنظمة الأممية والمنتظم الدولي والشعب الجزائري على النية المبيتة للنظام الجزائري ضد المغرب ومصالحه العليا.
وفي هذا الإطار، صرح السفير هلال بأن الجزائر، التي استنفدت كل مناصريها والمتواطئين معها، استقدمت إلى اجتماع لجنة الـ24، ثلاثة أشخاص خانوا بلدهم، وقدمتهم بصفة “مقدمي ملتمس”، لا ليتحدثوا عن الصحراء المغربية، بل بهدف التحريض على العنف والنيل من المؤسسات المقدسة للمملكة، مضيفا أن “ما حدث في هذه الجلسة أمر مرفوض. لذا أطلب من هذه اللجنة، ومن الشعب الجزائري أن يكونوا شاهدين على ما يقع”.
وقال الدبلوماسي المغربي: “الحكومة الجزائرية استقدمت إلى نيويورك زمرة من المرتزقة وقامت بتمويلهم واقتناء تذاكر السفر وتحملت تكاليف إقامتهم في فنادق لكي يهاجموا مؤسسات المملكة. إن المغرب، الدولة العريقة القائمة على نظام ملكي يمتد لخمسة قرون، لن تستقدم أبدا جزائريين من أجل مهاجمة الدولة الجزائرية ومؤسساتها”، مسجلا أن “استقدام هؤلاء المجرمين الثلاثة يجسد بحد ذاته فشل الجزائر وإخفاق مشروعها الانفصالي”.
كما أوضح هلال أن الجزائر لم تعد تجد من يدعم أطروحتها الكاذبة بشأن الصحراء المغربية، لذا عمدت إلى استقدام ثلاثة مغاربة من أجل النيل من بلدهم، وزاد: “إنهم خونة ومن العار أن تلجأ الحكومة الجزائرية إلى ممارسات من هذا القبيل”، مبرزا أن “المغرب بلد مبادئ وقيم، وبلد حضارة عريقة. المغرب لن يهاجم أبدا مؤسسات الجزائر ولا رجالات الدولة الجزائرية، ولن يدفع مقابلا لأي جزائري لكي يأتي ويهاجم مرتكزات الدولة الجزائرية”.
وأمام الحضور الذي كان يتابع باستغراب المناورات الجزائرية، أوضح الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة أن “الجزائر أنفقت ملايير الدولارات على مرتزقتها في البوليساريو. وها هي الآن تنفق أيضا ملايين الدولارات لاستمالة حفنة من النكرات. ياله من أمر مؤسف. إنني أدعو هذا الحضور داخل أروقة الأمم المتحدة وكذلك المجتمع الدولي، وخاصة الشعب الجزائري، لكي يطلعوا على كيفية صرف أمواله”.
وأكد أنه “في الوقت الذي يصطف فيه الشعب الجزائري في طوابير لاقتناء الدقيق والحليب والموز وغيرها من المواد، تغدق الحكومة الجزائرية الأموال على المرتزقة الذين تؤويهم في فنادق من خمس نجوم بنيويورك، غرضهم الوحيد هو كيل الإهانات للمغرب”.
وأمام الصمت المريب للسفير الجزائري وعجزه عن الرد على هذه المساءلة، أعرب السفير هلال عن خيبة أمله تجاه زميله وأخيه الجزائري، إذ يسائله ويقدم له وقائع وأحداث حقيقية مؤسفة وصادمة وقعت خلال هذه الجلسة، فيما يحاول الدبلوماسي الجزائري أن يتجاهلها كعادته.
وأضاف السفير هلال، مستندا إلى الأدلة، “في نهاية هذه الجلسة، غادر أخي السفير الجزائري القاعة للسلام على المجرمين الثلاثة وتهنئتهم، ولإخبارهم على الملأ، أنهم أبلوا البلاء الحسن”.
واستنكر هلال، بشدة، قائلا: “هكذا هي الدبلوماسية الجزائرية، وهذا ما تقوم به البعثة الجزائرية لدى الأمم المتحدة. تستقدم العملاء والخونة والمرتزقة. إن السفير الجزائري لا يخجل من عمله الاستفزازي وهو يحييهم ويهنئهم على الملأ. ياله من جرم يقترفه البلد الجار”.
وردا على تصريحات السفير الجزائري بشأن قضايا حقوق الإنسان، دحض سفير المغرب أكاذيبه، موضحا أنه يكفي الاتصال بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان، للاطلاع على الدعوة المفتوحة التي وجهها المغرب إلى 12 من المكلفين بولايات الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان لزيارة المملكة، بما في ذلك صحراءه، مضيفا أنه على الجزائر التي تدعي في نيويورك أن مخيمات تندوف مفتوحة للجميع، أن تبلغ بذلك المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف.
وقال أيضا: “أود أن يعرض سفير الجزائر أمامنا هذه الدعوات الموجهة إلى الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان. أما المغرب فهو على استعداد في أي حين للكشف عن الدعوات التي بعث بها إلى المكلفين الـ12 بولايات في إطار الإجراءات الخاصة بمجلس حقوق الإنسان”.
وختم السفير هلال بالقول: “حبذا لو ينشغل سفير الجزائر بحقوق الشعب الجزائري المغلوب على أمره وعلى الخصوص القبايليين الذين يقبعون في غياهب السجون الجزائرية منذ سنوات”.
“بالنظر إلى موقع المغرب في خارطة التحالفات الدولية والإقليمية تبقى الجزائر الخيار الوحيد لإيران في محاولتها لتوسيع نفوذها في شمال إفريقيا والقارة الإفريقية، وذلك بالنظر إلى استفادتها من التوتر بين البلدين المغاربيين وزيادة مبيعاتها من الأسلحة للجزائر، ودعمها الجماعات المسلحة في المنطقة على غرار البوليساريو، في محاولة للخروج من الطوق الذي فرضه عليها الغرب في منطقة الشرق الأوسط”.