نبيل هرباز
قرأت مقالا نشر في جريدة الشروق تحت عنوان : الجزائر وراء انهيار صفقة استحواذ الإمارات على ناتورجي،…والذي قال فيه كاتبه (أن فشل عملية استحواذ الشركة الإماراتية طاقة على شركة ناتورجي لم يكن نتيجة لحسابات اقتصادية بحثة، بقدر ما تعلق الأمر بعملية كسر عظام معقدة امتدت حوالي شهرين، كان الطرف الجزائري فيها بطلا حاضرا، رافضا لإتمام الصفقة، لأنه علم أنها لم تكن بريئة)، تم ارخى كاتب المقال محمد مسلم والذي يبدو من مقالاته أنه مسلم بالإسم لا غير،… أرخى هذا الأخير العنان لقلمه ليخط كلمات ليست كالكلمات… تعطي لدولته الجزائر ما تدعيه دائما …من عظمة وهيبة وتحقيق انتصارات وبطولات دونكيشوتية… لا علاقة لها بواقع الحال، حيث قال صاحبنا أن قوة الجزائر وتشددها، وتباثها، في رفض مسألة التفويت هو الذي جعل الصفقة لا تتم. بعدما هددت الجزائر صراحة إسبانيا بقطع الغاز عنها إن أتمت الصفقة، لأن الجزائر اكتشفت بعبقريتها المعهودة، أن عدوتها دولة المغرب كانت ستستفيد من وراء شراء شركة طاقة لناتورجي، إذ كانت الأولى ستستورد من الثانية حاجتها من الغاز الجزائري الذي حرمتها منه الجزائر وسببت لها نتيجة ذلك متاعب لا عد ولا حصر لها …لذلك انعقد مجلس الأمن الأعلى الجزائري المرعب برئاسة الرئيس المحنك( يعني بوحنوك ) تبون ….واتخذ إجراءَات تهديدية صارمة في حق الإمارات، التي وصفها بالدولة العربية التي تتصرف بعدائية اتجاه الجزائر . حتى وإن لم يذكرها بالإسم،…..الشيء الذي ارعب الإمارات، تم غزت الجزائر إسبانيا من الداخل عن طريق الصحافة الإسبانية وخاض الصحفي الشهير المؤثر إغناسيو سامبريرو حربا لا هوادة فيها ، دفاعا عن موقف الجزائر، بعتاد وعدة مقالات هزت عرش حكومة سانشيز وكادت أن تعصف بها ، لولا تخليها عن صفقة التفويت ، التي كانت إن تمت ، ستهدد الأمن القومي الطاقي الإسباني،… لم تكن الحرب الإعلامية وحدها مشتعلة بإسبانيا، بل فتحت لدعمها جبهة الحرب السياسية لنافذين في حكومة سانشيز من قبل نائبته تيريزا ريبيرا التي أرعدت وازبدت. لدرجة كاد صوتها أن يشق معه ائتلاف الحكومة الإسبانية، الشيء الذي أدى كنتيجة حتمية إلى فشل الصفقة…بفضل قوة الجزائر ، ولا شيء غير الجزائر ، …وأنا أقرأ هذا المقال، تأكد لي صدق حدسي و إحساسي الذي لا يخيب أبدا .. أن الجزائر كانت، ولازالت وستضل كيانا مجنونا ، مريضا نفسيا لا علاج معه إلا بقتله قتلا رحيما ، ودفنه في أرض خلاء، كيان خلق ليتوهم ويكذب ويصدق كذبه، ويحاول جاهدا أن يدفع الآخرين إلى تصديقه ، كيان ينسب لنفسه انتصارات و بطولات أكثر من حجمه، لا ينتصر فيها إلا على طواحين الهواء ،..الجزائر تتقمص بفعلها المضحك هذا … دور الشخصية الخيالية التي أبدع في تأليفها الأديب الإسباني العالمي سيرفانتس، …. شخصية الدون كيشوت الذي كان رجلا نحيف البنية طويل القامة في الخمسين من عمره ، لكنه مهووسا بتقمص شخصية الفارس المغوار التي لا تتناسب وهيأته، ليذهب به الحال والخيال بعيدا. ويدعي أنه حقق بسيفه أمجادا وبطولات خالدة لم يسبقه لها فارس، ولأنه لم يجد في زمانه من ما كان يواجهه الفرسان الحقيقيين من وحوش وتنانين وعمالقة، ادعى أنه كان يحارب بسيفه طواحين الهواء وينتصر عليها، ليصبح محل سخرية كل من حوله ، وظل على هذا الحال إلى أن جن جنونه و فقد عقله ..تم مات بعد ذلك فارسا على فراشه ، وهذه هي بالضبط شخصية الجزائر المريضة في عالمنا والتي تحاول أن تجعلنا مرضى إلى جانبها، الجزائر فارسة احلامها وزمانها المليء بالحروب التي تخوضها وحدها ضد الكل، والتي تحقق فيها دائما الإنتصار تلو الإنتصار…فهي من اكتشفت تآمر المغرب والإمارات عليها، وهي من أفشلت مخططهم، وهي من هددت إسبانيا …واخضعتها لإرادتها …،
لكن إن سألت الجزائر، ما دمت قوية كل هذه القوة ، وذكية هكذا …فلماذا إذا لم تجعلي المغرب ينهزم …ويخلي لك الصحراء التي حاربتيه من اجلها ولازلت تحاربينه منذ سنة 1975، وما ذمتي تستطيعين هز أركان عرش حكومة سانشيز بالتهديد والوعيد …والإعلام ..
.والسياسة ..فلماذا. إذا لم تستطيعي أن تفرضي عليه العدول عن قراره بمساندة الطرح المغربي في أهم قضية سياسية عندك وهي قضية صحراء المغرب ….أين هي الجزائر البطلة الدونكيشوتية من كل هذا ….تكلمي يا جاء زائر …أريد أن أراك …أريد أن أسمع صوتك ….أجيبيني يا بطلة على ما سألتك ….لماذا صمتي ….لماذا سكتي ….طبعا….لم ولن تجب …ولكن سمعت صوتا من هناك يقول ….صاحبة الرقم الذي تطلبونه ….دخلت الطواليط ….وسكتت عن الكلام النباح ولن تجيب على أسئلتك …هي الآن تقضي …حاجتها على شعبها…..اتركها يا نبيل في سلام ولتصبح …أنت وقراؤك على خير
(تنويه بعد انسحاب طاقة بسويعات من عملية المفاوضات وانتشار الخبر،عادت مرة اخرى للمفاوضات مع ناتورجي على شراء حصتها و يا فرحة إنتصار ما تمت)